مابين سطحية القطيع و عمق الفكر و الأحاسيس – تدوينة بقلم: ملكة بن مراد

إعلان

مابين سطحية القطيع و عمق الفكر –

لم يقولوا توأم روحك من فراغ، الخالق خلق لنا نفس واحدة ووضع كل جزء من روحها في جسدي ذكر و أنثى، هل لك أن تتخيّل كم هو شيئا ساحرا مريبا.لا تعلم أين نصفك الآن قريبا بعيدا،كم هو مختلفا، من أيّ عرق، دين، أو جنسيّة.

و كم هم قليلون من يكونوا محظوظين بهذا اللّقاء، الكثير يعيشون و يموتون و لم يقابلوا نصفهم الصّحيح، ما تعيشه الأغلبيّة ، خدعة، مشاعر مؤقّتة، إعجاب، عشرة، مصالح.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

أنا أتحدّث عن حبّ الشعراء و القصص القديمة المرصّفة في الأرشيف. فقط عندما تنضج تفهم أنّ روحك ستظلّ ضائعة يحتلّها حزنٌٌ غريبٌ، إن لم تكتمل بتوأمك،مهما حقّقت و ٱغتنيت، مهما كانت هذه الضوضاء اللذي حولك ضخمة، لا شيء سيؤنس هذه الوحدة بداخلك إلاّ شخصا وحيدًا، من دونه أنت ضائعا و لن تكتمل إلا به.

ستصل إلى نقطة ما سيتغيّر بعدها كلّ شيء؛ نظرتك إلى الحياة، إلى نفسك، إلى الأشخاص و المفاهيم، و كم هو مرعب أن يتغيّر كل شيء و في وقت وجيز، ستتيقّن حينها أنّ رابط الدم ليس الأقوى، رابط الرّوح هو الحاكم و المسيطر الأكبر، عقلك الصغير سيدخل في معارك إمّا سيتّسع أو يضيق و ينعزل، ستتعمّق و تنبهر من معاني الحياة العجيبة و من حكم اللّه تعالى، ستفهم حينها لماذا سمعنا عن الزمن الجميل على من حاربوا من أجل الحبيب، لأنّه إحساس ساحر، يقتلك و يُحييك…

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

أعلم أنّ الأغلبيّة لن تفهم كلماتي ،هذا الكلام موجّهٌ لفئة نادرة قليلة، أصحاب الأحاسيس العالية و من تسكن أعماقهم روح فنّية مجنونة حرّة غريبة. الكلّ سيخوض معركته، منّا مَن سيخرج منتصرا و منّا من سيضيع في متاهة الطريق و منّا من يخرج مستسلما خاسرا وحيدا.

ما أريد قوله، أنّ بعيش ما نعيشه، لسنا جميعا سنرى و نفهم ماأنا أحاول توصيله في هذه السّطور القليلة، لسنا كلّنا نملك هذه المقدرة و جاهزين لتفسير الأحداث و الأحاسيس بطريقة متعمّقة، فلسفيّة، منطقيّة بلمسات فنّية، الأغلبيّة عاديّة تتعايش مع الرّوتين و أحاسيسها و أفكارها محدودة،هذا لا يعني أنّهم ليسوا بشيءٍ، يمكن تكمُن ميزتهم في هذه البساطة في كلّ مافيهم من فكرٍ و أسلوب حياة،لكن توجد في وسط هذه الحشود فئة مختلفة على نحو مميّز، ترى كلّ شيء بمنظور ٱخر عميق.الكثير سيحسدونهم على ما أظنّ! سيتمنّون لو يمتلكون قدراتهم العجيبة، لكن رفقا بهم،فحتّى هم أحيانا كثيرة تمنّوا لو كانوا عادييّن !!لأنّه أن تكون مميّزا وسط سطحيّة القطيع و أن تظلّ تتخبّط بين عمق أحاسيسك و تفاهتهم و سلبيّتهم، عبئًا حقّا ثقيلا يُعجزُك حتّى عن إلتقاط أنفاسك الأخيرة..

مابين سطحية القطيع و عمق الفكر –

[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: متاهة الحياة – تدوينة بقلم: ملكة بن مراد