ثُوروا و عبِّروا.. لا يُأسَرْ حُرّا خلقَهُ اللّه.. فقط الفضل كلّه للّه – تدوينة بقلم: ملكة بن مراد

إعلان

ثُوروا و عبِّروا –

لنعلم جميعا، أنّ أوّلا و أخيرا و دائما و أبدا,الفضل كلّه للّه و لنعلم أيضا، أنّ كلّنا أصحاب فضل على بعضنا البعض.. نعم كلّنا، و هذا شيء في غاية الجمال و ليس مهين لأحدٍ.

و أصحاب الفضل في كلّ ماهو معنوي قبل ماهو مادّي; فبالنّسبة لي كلّ ماهو بسيط و يخاطب الرّوح أعمق بكثير و أصلا كلّ ماهو معنوي يُعلا و لا يَعلو عليه. التّفاصيل أهمّ في المساندة النفسيّة قبل الماديّة، في النّظرة اللّتي يغمرك لطفها,الإبتسامة الجميلة لتهدئتنا، الكلمة الطيّبة واللّمسة اللّتي تذكّرنا بالحنان.. هنا تكمن حكمة اللّه سبحانه في خلقه، أنّنا كلّنا في حاجة لبعض، لنكمّل بعض و ليس لنكسر بعض!  لنشفي هذه الرّوح لتتغيّر العقليّة و نُبصر الصّورة الصّحيحة إذن ! فمن أُتاحت له الفرصة بأن يكون صاحب فضل,فالحظّ له أكثر!فهنيئا له!فأنت من بحاجة و من في نفعا أكثربالخير ممّن سيقدّم له، فاللّه سيجازيك! لكن بوعي طبعا لأنّه المحيط مليئا بالإستغلاليّين .

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

هنا نلاحظ أنّ الفرق في تركيبة الشّخص اللّذي سيقدّم المعروف، و الشّخص المتقبّل: كلاهما عليهما تقدير هذا الشّيء و ليس مثل الفكر السّائد أنّه فقط المتقبّل عليه تقدير هذه المهمّة النّبيلة و حسناتها اللّتي لا تُعد عند خالقك. لكن، للأسف، الكثير ممّن يقدّمون معروفا، عمى قلوبهم,جعلهم يتوهّمون أنّهم أصحاب حقّا مكتسب!! يعني بما أنّهم قدّموا فضلا ما لأحدهم,فهذا سيُخوّل لهم إمتلاك النّاس، ذلّهم، إستغلالهم، و عليهم تحمّلهم و تحمّل أمراضهم النّفسيّة.. لم يتعلّموا بعد أنّ الحاجات تُملك;و النّفوس فقط تُقدّر، و من يأسر حُرّا خلقه اللّه!!

لا يا عزيزي يا صاحب المعروف; في هذه الحالة إذهب أنتَ و فضلك إلى الجحيم,و إن كان فضلك مادّي يعود لكَ، و لا تنتظر أكثر من هذا;و لا تنسى عليك بشفاء نفسك و إن عجزتَ حتما زيارة طبيبا نفسيّا سيكون أمرا مفيدا.

[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

و بالنّسبة لمن يتقدّم لهم هذا الفضل,أبدا لا تشعروا بالنّقص، هذا أمرا عاديّا، كلّنا هكذا، المشكلة في من قدّمه إذا كان ليس في المستوى، فلا تسمحوا أبدا بطيبة مفرطة منكم، تتقبّلوا أنّكم ضعفاء، بأن تُهانوا، تُستعبدوا، و تتحمّلوا مساوئهم بوهم أنّهم ساعدوكم! هذا أمرا خاطئا و إهانة للنّفس، و ظُلما ستحاسب عليه، لأنّه أوّل شيئا سنحاسب عليه هو نفسنا! و إن وضعت في حالة كهذه، إفهم أنّكَ كنتَ في حاجة لدرس كهذا لكي تفهم، فاللّه تعالى قدّر أن تتعلّم ، و لا تتعقّد، و تُردّد قهرا، لزّمان جعلني أحتاج لمن لا يسوى.

طبعا، أبدا كلّنا في خِدمة بعض وما روعة و رُقِيّ هذا الوصل بيننا ! لا تتعقّدوا بسبب المرضى و الحمقى، فالهدف بالعكس تماما، إفهموا الحكمة فيما يحدث لكم من مساوئ خاصّة. فقط إبتعدوا عنهم، و هكذا تتعلّموا التّجاوز أهمّ مبادئ الحياة. لكن أبدا لا تقعوا في عقلية الضحيّة، بل إمضوا مرفوعين الرّأس كناجون و ليس كضحايا لمن خارج تصنيف البشريّة و الإنسانيّة! هذا درسا لكم و لهم.و دائما تذكّروا آطلبوا الأشياء بعزّة أنفس ,فقضائها بيد اللّه.

 

اقرأ/ي أيضا: إخترت أن أكون أنا الفِعْل! – تدوينة بقلم: ملكة بن مراد

ثُوروا و عبِّروا –