المرأة في ظل الرأسمالية – تدوينة بقلم: سعيدة محمد

إعلان

المرأة في ظل الرأسمالية –

يبدو أن حجم معاناة المرأة لا تقف ضد العنف،التهديد،القتل و التحرش … بل المعاناة تتواصل إلى تبني الأنظمة السياسية الاقتصادية إلى إستغلال المرأة.
منذ نشوء الرأسمالية، و بعد الحرب العالمية الأولى و الثانية تم إستغلال المرأة لتعويض الرجال في المصانع. عملية إستغلال المرأة تتغير حسب مصالح الوضع الإقتصادي.فعند الحاجة لعمل المرأة يبرز خطاب تحرير المرأة و عند الإكتفاء يروج خطاب دور الأم في البيت.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

سوف نرجع بكم قليلا إلى الوراء، قبل ظهور الرأسمالية في أوروبا كان النظام الإقتطاعي هو النظام المعتمد. أجبر الفلاحون على العمل و دفع ضريبة للإقتطاعين(كبار ملاك الأراضي).نتج عن هذا الوضع هروب الفلاحين إلى المدن و شكلوا تحالفات مع عمال الطبقة البرجوازية مقابل توفير نظام يوفر الحرية و المساواة.هذة التحالفات نجحت في ظهور الرأسمالية و سيطرة الطبقة البرجوازية مع تمتع الرجال اساسا بإمتيازات.

مع ظهور النظام الرأسمالي ظهرت الحاجة إلى اليد العاملة لتشغيل المصانع فتم خروج المرأة للعمل مع تقديم أجور منخفضة.
في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، إستقر الوضع و بلغ عدد نساء العاملات حوالي نصف القوى العاملة في المصانع و المناجم . في هذة الفترة أجبرن النساء على الوقوف و العمل لساعات طويلة. أما النساء الحوامل يشتغلن حتى الولادة و يجب العودة بعد ثلاث ايام إلى العمل. تسببت هذه الظروف بوفاة ما يقارب 39 % من المولودين الجدد أما الأطفال الأكبر سنا فقد حقنوا بالأفيون لإبقائهم هادئين.

تضاعفت معاناة المرأة في الحرب العالمية الأولى ،حيث قتل ثمانية ملايين عسكري و سبعة ملايين مدني إضافة إلى عشرات الملايين من المصابين و المفقودين.في ظل هذه الحرب تم ترويج عمل المرأة في ظروف قاسية أنه تضحية للوطن. خلال أربعة سنوات إزداد عدد العاملات في النقل، المناجم و المصانع الحربية. بعد إنتهاء الحرب تم إرجاع النساء إلى البيت و تعويضهن بالرجال في العمل مع منعهن من الإنضمام للنقابات العمالية. في هذه الأثناء روجت الحكومات و الأحزاب على أهمية دور المرأة في البيت ففي ألمانيا مثلا تعتبر المرأة المسؤولة على الحفاظ على العرق النازي.

 

في الحرب العالمية الثانية، تم تكرار نفس العملية لكن مع توفير حضانات حكومية للأطفال.
أما في القرن 21 وفقًا لتقرير للأمم المتحدة، تساهم المرأة بنسبة 66٪ من ساعات العمل كل يوم، إلا أنها تكسب فقط 10٪ من دخل العالم وتمتلك 1٪ فقط من ممتلكات العالم. وطبقًا للبنك الدولي، فالنساء هن الأكثر عرضة للخطر وللفقر رغم نسبتهن الكبيرة في سوق العمل.

 

فهن يشكلن نحو 40٪ من القوى العاملة في العالم في الزراعة، وربع الصناعة، والثلث في الخدمات، حيث تزرع المزارعات في الدول النامية ما لا يقل عن 50٪ من غذاء العالم وما يصل إلى 80٪ في بعض البلدان الأفريقية، ومع ذلك فهن يمثلن نحو 70٪ من فقراء العالم. دراسات وضحت أن الإكتئاب تضاعف خلال الأربعين سنة ماضية بسبب محاولة ايجاد التوازن بين أعباء العمل و الأسرة.

 

 

اقرأ/ي أيضا: الأيديولوجيا و المجتمع – تدوينة بقلم: سعيدة محمد
المرأة في ظل الرأسمالية –