التخاطر أو التواصل الذهني، حقيقة أم وهم؟

إعلان

التخاطر عن بعد، التخاطر الروحي أو الذهني مسميات عدة لشيء واحد ألا و هو نوع من الاتصال الميتافيزيقي بين شخصين يمكّنهما من تلقي و إرسال معلومات فيما بينهما عن طريق إستثناء الحواس الخمس، بحيث يستقبل كل طرف أفكار و مشاعر الآخر في نفس الوقت الذي يرسلها إليه مهما كانت المسافة التي تفصلهما.

Telepathy

Telepathy

هو اسم يعني التأثير عن بعد أطلقه عليه عالم المدرسة الكلاسيكية فريدريك مايرز سنة 1882. اختلف العلماء و تجادلوا كثيرا حول هذه الظاهرة بين من والاها و آمن بصحتها و منطقيتها و بين اعتبارها خيالا و وهما.

إعلان

فهل هي حقيقة أم وهم؟

التخاطر الذهني

صحيح أن ظاهرة التخاطر لم تغدُ بعد علمََا صحيحََا معترفا به، إلا أن هناك بعض الباحثين يدرسون السايكولوجيا غير الطبيعية فبينما كانت السيكولوجيا سابقا تعني دراسة العقل و الظواهر العقلية إلا أنها انصرفت في البحث عن حقيقة هذه الظاهرة الغامضة.

إعلان

بعض هؤلاء الباحثين يؤمنون إيمانا تاما بأن ظاهرة التخاطر هي ظاهرة علمية منطقية و بعيدة كل البعد عن خوارق الطبيعة. و من الأدلة التي جعلتهم يجزمون بصحة ما يدعون الدراسات العلمية المعمقة التي تم إجراؤها و التي أثبتت أن الطاقة المستحدثة في مخ المرسل يمكن إرسالها للمستقبِل حينها يصير النشاط الفيزيولوجي الحادث في جسم المرسل قد استثار رد فعل لا طبيعي في جسم المستقبل، حيث تم إثبات ذلك عن طريق فحص الأشعة التي تثبت تغييرات في الحالة الفيزيائية لجسد المستقبِل فيتم ملاحظة شدة في نشاط الدماغ في فترة التخاطر.

و قد تجاوز هؤلاء العلماء فكرة إثبات صحة الظاهرة إلى وضع شروط و أسس لضمان سيرها على ما يرام كأن يكون المرسل يتمتع بحس قوي و تركيز و ذكاء شديدين و بنية عصبية متماسكة.. و غيرها من الشروط الغير مبرّرة مثل الإيمان و التسليم التام بنجاح العملية كضامن أول و مهم لنجاحها.

رغم السعي الحثيث من طرف العلماء المعنيين ببحث هذه الظاهرة إلا أن بعض النقاد يفنّدون فكرة كونها علما صحيحا مطلقا و يذهبون إلى كون الإيمان بها هو نتيجة أوهام شخصية لا أساس لها من الصحة المنطقية و العقلانية و ما جعلهم يذهبون إلى هذه الفكرة هو عدم إمتلاك نتائج مكررة صحيحة في الأبحاث التي تم إجراؤها. إذ أن التخاطر قد يتم و قد لا يتم حتى في أبحاث المؤمنين به و هذا ما يجعله غامضا إلى الآن و ما يدفع البعض إلى دحضه إذ أن الدليل العلمي و الحقيقة اليقينية التي تدفعنا للتسليم بصحة التخاطر مازالت مخفية أو ربما لا وجود لها.

يجدر بنا القول في النهاية أنه و رغم إختلاف الآراء و رغم الجدل العميق الذي يحيط بالتخاطر إلا أننا لا يمكننا أن ننكر أنه موجود في الحياة اليومية، على سبيل المثال حينما تفكر بشخص ما و بعد مدة قد لا تزيد عن دقائق تجده يتصل بك، أو عندما تشعر الأم بخوف أو بتغير بدقات قلبها وكأن أحدًا أخبرها بمكروه ما قد أصاب أحد أولادها، و حينما تدندن أغنية في قلبك فتجد رفيقك يغنيها بصوت عالٍ و تبقى الأمثلة كثيرة. أمثلة مركونة في إنتظار أن يثبت لنا العلم هل هي دليل عن تخاطر و تواصل عميق و علمي أم هي محض صدف.

المصادر: 1، 2، 3

[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: ديون النوم.. هذا ما تسببه من أمراض في جسمك !