الإسلام بين ما يروّج له و جوهره الحقيقي

إعلان

الإسلام بين ما يروّج له و جوهره الحقيقي

_____________________________

“ماما ياخي نجموا نراوه ربي؟”

“اسكت حرام تقول هكا”

هكذا تبدو بوادر الاكتشاف الأولى، تساؤلات عدة عن من بيديه العرش لكن غالبا هذا الفضول لا يسقيه الوعي أو الإقناع بل الاخضاع و الاسكات.

و ما العيب إذا تساءلنا عن وجود الإله، إن الطريق الوحيدة المؤدية للإيمان هي الشك و البحث، بل هذه التساؤلات تجعلك على يقين أن مهما بلغت درجة لا إيمانك بخالق لهذا الكون، ستجد في الأخير براهين عدة تثبته، و إني لا أناقش ظاهرة الإلحاد فلكم دينكم و لي ديني و لن أفرض رأيي المتواضع بل سأحلل وضعية الإسلام في تونس و أصابع الإتهام التي توجه إليه.

في بادىء الأمر إن الإسلام ليس بدين إكراه أو تحريم أو قمع أو إلزام النساء قعر البيوت و إن قيل لكم عكس هذا فأعلموا أن غاية مخاطبكم فرض رأي مشحن بالكراهية. ثم أن سياسة تشويه سمعة الإسلام تعتمدها حتى الدول و البرامج البيداغوجية فمنذ نعومة أظافرنا تدرس نفس الدروس بنفس الطابع الترهيبي بين النهي و النفي، و كلما تقدمنا بالسن كلما قل إهتمامنا بالمادة نظرا للمحتوى الذي لا يستهوينا، و هذه المادة عند عامة الشعب هي تلخيص و تقديم لدين الإسلام و بهذا فإن الصورة التي ترتسم في مخيلتنا هي الدين قمع.

في العصور الوسطى، و بتطرف الناس جعلوا من المسيحية ذلك القامع المستبد الذي يتحكم بالشعوب و وضعوا قوانين و شروط و أعدموا العلماء و المثقفين مما جعل السلطة المطلقة للكنيسة، و هذه الحقبة الزمنية التي عرفتها أوروبا هي من صنع البشر، هم فرضوا أحكاما و نسبوها للدين و هذا ما يحصل حاليا، ينسب الناس تحاريما من نسج خيالهم و شيوخ لا تفقه ما تقوله تشوه الصورة أكثر فأكثر، ليصبح الدين بهذا الخنجر الذي يصوب نحو الحناجر.

لم نتعلم أن الله محبة قبل الخشية، و أن العيش بدون الأيمان بقيمة و مبدأ يعد هامشيا، و أن التحريم له أسبابه و إن لم يحرمه الله فلا يمكن قبوله إلا بالبحث و السؤال، إن الدين هو معادلة رياضية بإمتياز، و لا يمكن مزجه بالسياسة الدموية فتلك الأحزاب الداعية بإسم الدين أحزاب منافقة بإمتياز لأن الدين قناعة و إعتقاد لا أموال طائلة و تقاتل على كراسي مهترأة أن الدين كالبذرة تزرعها و ليس بالإكراه، و يدعو إلى التسامح لا التنافر و عدم القبول، أن المسيحية و اليهودية و الالحاد و المثلية تتقبلها و ليس من حقك أن تحرض ضدها.

 

اقرأ/ي أيضا: مراجعتي لكتاب “أسرار عائلية” للكاتبة فاتن الفازع – تدوينة بقلم: سارة زيدي

– الإسلام بين ما يروّج له و جوهره الحقيقي –

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

 

إن الأخلاق هي التي تبني حياة متوازنة، و أن العمل في الدنيا واجب و الإحترام واجب و الإبتسامة في وجه أخيك صدقة. إن مكان الطفل رياض الأطفال حيث يتعلم التواصل و العيش المشترك و يتقن عديد اللغات و العلوم، و تغني الفتاة و تعزف، و يرسم الفتى و يمثل لينشأ بذلك مدنيا بطبعه. و مدرسة الطفل الأولى هي عائلته، فأذا تربى على الإحترام و تقديس الأخلاق الحسنة من عطاء و تعاون و تقديم يد العون حتى و إن كان الطرف المقابل عاجزا عن ذلك، و إذا تربى على قراءة الكتب و على التحليل النقدي البناء، و إذا تربى على قبول الآخر و إحترامه و خاصة على مبدأ لكم دينكم و لي ديني فلا خوف عليه من التطرف أو الإرهاب. فالارهاب الحقيقي مصدره أولياء غير واعيين و أولياء تنجب الأطفال لتشردها و لا تمدها بحاجياتها الأساسية و تحسسها بعبإها.

علموا أولادكم أن الله محبة و أن الحياة بدون عوائق لا نتعلم منها و علموهم أن كل ما يروج عن الإسلام هو تشويه و حقنة كبيران، و أن السياسة هدفها الإخلال به لكي تلهي الشعوب فيه فتستنزف الثروات و هنا لا يمكنني إلا إستحضار ما قاله الفيلسوف الألماني نيتشه: الإله قد مات و نحن من قتلناه ” أي أنه لا يقصد موت الإله بل هوس الناس بالقيل و القال التي دفعتهم للعيش منعزلين داخل قوقعة ضخمة من الجهل و المرجعية و التطرف لينسبوا فيما بعد كل هذا للدين.

و أنا ألعن اليوم الذي بنيت فيه المدارس القرأنية الغير قانونية التي تستغل في الدون والتي شوهت من سمعته الطاهرة لترسم صورة الجبروت المكبت في المخيلات. و ألعن اليوم الذي تتحدث فيه الأحزاب بإسم الدين و تمارس السكيزفرانيا. و ألعن الشيوخ الذين يتاجرون بالدين و يجرؤون على وضع أحكام تافهة و ألعن ذلك الذي يدعو إلى ختان الفتيات و الذي يشرع زواج القاصرات و يرحب بالاغتصاب بصدر رحب. ألعن ذلك الذي يبدو بصورة الشيخ الوقور و هو يستغل الأطفال و ألعن الذي يلزم النساء قعر البيوت و ألعن الذي يغلق فاههن.

الدين ليس بالغصب أو الإكراه، الدين هو حاجة الروح لتغديتها. لا تخلط ممارسات قذرة و تنسبها للدين. ” لست ضد الدين وإنما ضد من يحاولون استغلالة لقهر الشعوب وتبرير استغلالهم لها. الاسلام هو اول نظام عالمى وضع بذور تحرير العبيد. ومع ذلك ظل الرق قائما طوال فترة الحضارة الاسلامية .لماذا؟ لأن أصحاب المال كانوا دائما في مركز القرار.

مبادىء الدين شيء ومن يطبقونها شيء آخر ” صنع الله إبراهيم, وردة.

 

– الإسلام بين ما يروّج له و جوهره الحقيقي-

[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: مراجعتي لكتاب “أسرار عائلية” للكاتبة فاتن الفازع – تدوينة بقلم: سارة زيدي