ميساء بن حميدة أو الحلم الذي لن يموت

إعلان

ميساء بن حميدة

تلقينا منذ أيام قليلة خبر موت الشابة “ميساء بن حميدة” و قد اهتز موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك لهذه الحادثة الذي وقعت وقع الصاعقة على أصدقاء ميساء و عائلتها. كما نعتها العديد من المنظمات و رئيس الجمهورية السابق “المنصف المرزوقي” لان ميساء لم تكن شابة عادية إذ كانت ناشطة في المجتمع المدني و كانت لها أراء سياسية مما جعلها شخصية معروفة في صفوف الشباب التونسي.
إليكم نبذة عن مسارها الأكاديمي و ابرز اهتماماتها:

ميساء بن حميدة شابة تونسية من مواليد 14 جوان 1997 أصيلة ولاية المنستير . أبدت .منذ صغرها اهتماما بالنشاط في المجتمع المدني فاشتغلت منذ كانت تلميذة في إذاعة المنستير و في مرحلة التعليم الثانوي كانت فاعلة في الحياة التلمذية و السياسية إذ كانت عضوا في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية بقيادة الرئيس السابق المنصف المرزوقي ثم مؤخرا لم تعد مهتمة بالسياسة . التحقت بعد تحصلها على شهادة الباكالويا سنة 2016 بالمعهد التحضيري للدراسات الأدبية و العلوم الإنسانية بتونس لدراسة اللغة الانجليزية و التحقت في بداية سنة 2018 بمنظمة  “تيمون”  التونسية المختصة في تقديم مناظرات و نقاشات بين الشباب. شاركت ميساء في الحملة الوطنية ضد قانون المصالحة “موش مسامح” و كانت دائمة الحضور في أي تظاهرة تهتم بالدفاع عن حقوق الإنسان كما أنها كانت عضوا ناشطا في الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة.

شكت ميساء المدة الأخيرة من أوجاع حادة و مفاجئة  في الرأس و إحساس دائم بالغثيان التي تبنيت بعد عدة تحاليل أنها نتيجة لتمدد في الأوعية الدموية الموجودة في الرأس و كان عليها إجراء عملية جراحية . غير أنها واجهت العديد من التعطيل و لا سيما أن المستشفيات الحكومية لا تملك الآلة اللازمة لإجرائها فكان على أهلها توفير مبلغ لا يقل عن 100 ألف دينار للقيام بالعملية في مصحة خاصة الأمر الذي كان شبه مستحيل على الرغم من كافة التضحيات التي استعدت العائلة لتكبدها من رهن المنزل إلى بيع السيارة ..ماتت ميساء قبل الأوان بكثير في مستشفى سهلول بعد أن  تمزق عرق في رأسها مما سبب لها نزيفا داخليا ادخلها في غيبوبة ثم ماتت.

في حوار لنا مع صديقتها و رفيقتها في السكن ندى المنصوري حدثتنا هذه الأخيرة عن ميساء قائلة ” لم تكن ميساء فتاة عادية كانت أشبه بملاك تحب الناس كثيرا و لها علاقات طيبة مع الجميع كما أنها على علاقة طيبة مع أهلها و صديقها مهدي الذان يتشاركان في علاقة منذ 3 سنوات. كان لميساء أحلام عديدة منها أن تنجح هذه السنة في مناظرة الدخول لدار المعلمين العليا. آخر ليلة نامت فيها بالمنزل بقت تتحدث عن علاقتها مع صديقها و أعربت عن رغبتها في حفل زواج على شاطئ البحر و نوت أيضا أن تسمي أول بنت لهم “بختة” فهي ترى أنها لا تملك الحظ. كانت دائما تستدرك جملها بعبارة “زعما تصيرلي حاجة” كانت دائما تحس بالخطر غير أنها كانت مفعمة بالحياة فترتجي الألوان و تواجه الكون و المرض  بابتسامة عريضة ترسمها على وجهها و تنقلها لكل من حولها.”
و هذه آخر الصور لها قبل أن تصاب بالنزيف الداخلي.

[better-ads type=”banner” banner=”7008″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

– ميساء بن حميدة –

 

هذه هي الرسالة التي توجهها لها رفيقتها في السكن ندى منصوري ” نحب نقلها لشكون خليتني لشكون باش نحكي و نخرنن لشكون باش نهرب.. لينا أختك لشكون خليتها.. بوك لي يعشقك لشكون ..
مهدي اكثر عبد حبيتو لشكون شتخليه .. كيفاش شنجمو نكملو حياتنا بعد لشكون حتى.. وحده تحب تعيش قدك ما ريت حتى وحده تصبر و تتحمل كيفك  ما ريت حتى
نحب نقلك يا ميسا البارح ما نجمتش نرقد كان كي تغطيت بغطاك .. و مانيش مسامحه اي عبد كان ينجم يعاونك و وخر خاطرو خواف” ..

هكذا كانت حياة شابة تونسية آمنت بالحرية و الثورة و التقدم شاركت بما استطاعت القيام به للنهوض بالواقع الثقافي و الفكري بالبلاد بين قراءة كثيرة للكتب و حب كبير للسينما و مشاركات متتالية في التظاهرات الثقافية تموت ميساء في دولة لم توفر لها آلة للعلاج.

رحمها الله و رزق أهلها و ذويها جميل الصبر و السلوان..
ألف سلام لروحها الطاهرة و النقية.

[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: الوضعية الكارثية للمستشفيات التونسية