ما المرض النفسي الذي يعاني منه الجوكر؟

إعلان

المرض النفسي لجوكر –

شهدت دور السينما هذه الأيام نجاحا باهرا لفيلم الجوكر بطولة خواكين فينيكس. شخصية الجوكر التي ظهرت في القصص المصورة في ربيع 1940 و برزت خاصة في أفلام باتمان في دور الشرير المسبب للهلع و الفوضى تعود من جديد في عمل سينمائي سلط الضوء على منشئها و الظروف الإجتماعية و النفسية التي ساهمت في ولادتها.

فظهر الجوكر في ثياب أرثر المكتئب المستسلم لنسق روتيني لا يجد منه مخرجا في دولة تعيش أزمة إقتصادية و عائلة أختزلت في أم مريضة تجتر يوميا و في كل وقت ذكريات الماضي. و كأن كل العوامل تظافرت لتخلق هذا الشاب الذي يعاني من عزلة إجتماعية و رهاب إجتماعي صنعا منه مريضا يضحك على مأساته . فتخرج ثورة الحزن في قلبه على شكل ضحك هيستيري و بدون توقف.

يطلق الجوكر ضحكة تلقائية في كل موقف صعب يواجهه. ففي مواجهة كل ضغط عصبي أو نفسي نجده غارقا في نوبة ضحك لا تتناسب مع ما يعايشه في تلك اللحظة من خيبة أو خوف أو عجز.

فكيف يمكن إذن أن نفسر نوبات الضحك التي لازمت هذه الشخصية؟

من منظور علمي يعاني أرثر من ضحك مرضي يدل على إضطراب في التعبيرعن الشعور أو ما يعرف ب PBA. أي أنه و بصفة عامة يضحك عوض أن يبكي ويصعب عليه التحكم في ردة الفعل هذه حتى يخيل للأشخاص المحيطين به أنه يعاني من الجنون أو أنه يستهزئ بهم .

و عادة يرتبط هذا الخلل بإصابة دماغية تجعل المريض يفقد التحكم في عضلات الوجه و غير قادر على كتمان رغبته الشديدة في الضحك. فكأن قصة الجوكر هذه المرة تخبرنا جزءا من أسباب معاناته و تضفي مصداقية تجعل منه قريبا من الواقع. لكن كيف تحولت شخصية الجوكر المسالمة إلى شخصية عنيفة؟ إن الجوكر الذي يتطلع إلى أن يصبح كوميديا مشهورا يضحك الجميع هو في الحقيقة يسعى إلى مغادرة عزلته الإجتماعية و النفسية مستنجدا بحلم يرى فيه مخرجا من إكتئابه الدائم ليحظى بدور فاعل في المجتمع الذي ينكر وجوده و يلفظه كل يوم أكثر فأكثر. لكن عند أول محاولة له للظهور أمام الجمهور يجد نفسه عرضة للسخرية و التنمر ثم يصطدم بخيبة أمل كبيرة عند مشاهدة مقدم البرامج المفضل لديه يسخر من أدائه و من طموحه.

و مع غياب السند الأبوي ووفاة أمه نقطة الوصل الوحيدة بينه و بين العالم الذي ينكر وجوده، تنقلب المعايير عند أرثر ليثور و ينتقم من كل من أساء إليه و يكسر كل قيود المجتمع و العرف بحثا عن مكان له في هذ العالم و ليفرض وجوده بأي طريقة ممكنة. وهنا نجد المسدس الذي أصبح قطعة منه مكملة له ، أداة لتنفيذ إنتقامه و مصدر قوة في مواجهة كل من يحاول المساس بكرامته التي لطختها لامبالاة الأشخاص المحيطين به .

وفي النهاية يتحول أرثر إلى رمز للمقاومة و الثورة على النظام الإجتماعي و السياسي و الإقتصادي الذي سبب مأساة الآلاف و المئات من الناس الذين وجدوا في شخصية الجوكر تجسيدا لكل ما يحملونه من مشاعر كره و حزن و خيبة فإنتصروا له و إنتشى هو بحبهم له و هتافهم بإسمه ليشعر و لأول مرة أنه موجود على قيد الحياة.

المرض النفسي لجوكر

[better-ads type=”banner” banner=”3943″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: مراجعة فيلم “Joker”.. دراما، عنف، لحظات جنون وأداء استثنائي