لمسة بريئة أم تحرّش ؟! تعرّف على مستويات التحرش الجنسي

إعلان

إعلان

مستويات التحرش الجنسي –

 

تحرش ب يتحرّش ،تحرُّشًا ،فهو متحرِّشٌ ،والمفعول متحرَّش به ،والتحرّش الجنسي مفهوماً هو إثارة المرأة وإغراؤها للإيقاع بها جنسياًّ.
التحرّش أذى مادي ونفسي، إذ تستمر آثاره النفسية على المدى الطويل. وقد تصل لدرجة الإنصدام فالعيش على وقع الصدمة مرورا بمراحل طويلة في التفكير، يمر من خلالها المتحرّش به بإنكار الواقعة ثم فقدان القدرة على الإنكار ومواجهة النفس بالحقائق الكاملة.
يصاحب هذه المراحل أعراض جسدية ونفسية مثل الرهاب الإجتماعي و الإضطرابات والصداع فتنسحب الضحية شيئا فشيئا من المجتمع ويطبق عليها شبحُ الإكتئاب. وفي تطورات خطيرة لهذا المرض النفسي العضال، قد يؤدي الأمر إلى إقدام الضحية على وضع حدّ لحياتها، أو أنها لو تغلبت على وضعها النفسي الحرج بإستغلال ما لها من مرونة نفسية فقد قدّر لها حينئذ النجاة بأقل الأضرار. والمرونة النفسية هنا هي قدرة الإنسان على الصمود والتجلّد في وجه العواقب التي تواجهه وتحمل ما يتعرّض له من ضائقات أي قدرته في كل مرّة على العودة إلى حالته الطبيعية الأولى وذلك راجع لما جمّع من مرونة سواء بالفطرة أو بالإكتساب.
النفس البشرية كقطعة مطاط متى شددتها ثم تركتها عادت إلى حالة الثبات الأولى، قد تشدها لدرجة تعرضها للقطع فهناك درجة للمرونة تحتمل معها قطعة المطاط تلك قوة الشدّ وهكذا هي النفوس في إختلافها على التحمّل والمقاومة للألم النفسي. يبدأ المفعول به في التقبل التدريجي لما حدث والتكيّف معه ووضع حدّ له بزيارة الأخصائي النفسي.

ربما لا تمحى الحادثة من ذهن فتاة/ولد أو إمرأة/رجل أو طفلة/طفل تعرض للإهانة والإبتزاز من أشخاص يعانون إضطراباً سلوكياًّ عويصاً، يلتمسون به تحقيق متعة وقتية أو متواصلة. هذا وقد أثبتت في الغرض، دراسة أجرتها المبادرة الخاصة بخريطة التحرّش Harass map وذلك تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن 99,3% من عينة النساء والفتيات اللاتي خضعن للدراسة قد تعرضن لأحد أشكال التحرّش الجنسي الذي تزيد أو تقل ّنسبته وفق الأوقات أو الأماكن، فالحضر يشهد نسبة أعلى من حالات التحرّش مقارنة بالريف وكذلك فترة منتصف النهار هي أكثر فترة زمنية يكثر فيها هذا السلوك.
وخريطة التحرّش هي مبادرة تطوعية حائزة على عدة جوائز وتعمل على إنهاء التقبّل المجتمعي لهذه الظاهرة في مصر. تأسست المبادرة في أواخر عام 2010 وتسعى إلى إشراك كل فئات المجتمع لخلق بيئة رافضة للتحرش الجنسي وبناء مجتمع يضمن سلامة الجميع. و لتمييز السلوك المتحرّش من سائر السلوكيات وللوقاية من إرهاب هذه التصرفات المؤذية الموبوءة يتعين علينا إلقاء نظرة على مستويات التحرّش الستِّ التي توصل إليها كين كوبر. حيث إرتأى كوبر وهو خبير في لغة الجسد إلى تصنيف مستويات التحرش الجنسي تصاعديا. وكل مستوى من المستويات يحدد نوع وشكل المضايقات. أما المستويات فهي كالآتي:


** المستوى الأول

حسب كوبر هو تقدير الجمال، وهو ما يشمل السلوكيات غير المؤذية وعادة ما يكون في شكل مجاملة لما رآه الجاني من سمات حسنة وملفتة للإنتباه جسدية كانت أم جنسية في المرأة أو في الرجل فيظهر في شكل صفير (صفير الحمقى المنبعث من نوافذ السيارات )أو الغمز بالعين أو الكلام المعسول المنمق و الماكر.

** المستوى الثاني

فيُقصدُ به حسب كوبر التجاوز اللفظي أو البصري الذي قد يستهدف به المتحرّش الضحية المقصود الإيقاع بها .ويكون ذلك سواء عبر تعري شخص ما أمامك أو التحديق في بعض أجزاء من الجسد أو تلميح مسيء مخلٍ بالأخلاق ،متجاوز للحياء.

** المستوى الثالث

للتعرف على السلوك المتحرّش هو اللمس الجسدي أو ما أسماه كوبر “اللمس الإجتماعي “وهو السلوك الذي يبقى ضمن حدود السلوك المقبول ولكن مع وجوب الحيطة والحذر .مثلا حين تمتد يدّ المتحرّش فتلامس الظهر أو الكتف أو حين يضع يده على الظهر أو حول الخصر.


** المستوى الرابع

للتحرش هو التحرش بالمداعبة أي تجاوز الحدود المسموح بها حيث يصل الجاني في هذا المستوى إلى مناطق أكثر حساسية.

** المستوى الخامس

وهو الإيذاء الجنسي وبالتالي فقد تعدى إلى الفعل بالحسس الواضح أو إمساك بعض المناطق الجنسية أو عن طريق إقتراحات جنسية صريحة أو حتى التهديدات المباشرة.

** المستوى الأخير

هو “التهديد الخطير “بمعنى الإعتداء الجنسي الصريح الذي يسبب الأذية بدنيا ونفسيا. بيد أنه يتحول إلى جريمة نكراء في حال عدم رضوخ الضحية لمطالبه. يستعرض المعتدي عظلاته ويعنّفها لفظيا وجسديا.
ويقول كوبر حول أهمية هذا التصنيف والغاية منه”إن الغرض الأول للمستويات الستة هو إظهار تسلسل مستويات التحرّش الجنسي، بدون إستثناء السلوكيات الأقل سوءً التي غالبا ما يعتبرها البعض غير مهمة”والغرض الأساسي منها أيضا هو توضيح كيفية تدرّج الجناة في مستويات التحرش الجنسي إبتداء بالتلميحات والإيحاءات وصولاً إلى اللمس والتهديد والتعنيف.
ويظيف كوبر “إن التدريب التقليدي الذي يركز على القواعد والقانون غير مجدٍ،فالموظفون يحتاجون إلى مفاهيم ومصطلحات محددة لفهم التحرّش الجنسي ،وللتعرف على كيفية الإبلاغ عن الحوادث، فإستخدام تصنيف مستويات التحرّش الجنسي الستة يسهل شرح التجاوز الذي قام به الجاني ولماذا عليه التوقف عن هذه السلوكيات “.

 

المراجع: 1، 2

 

مستويات التحرش الجنسي –

 اقرأ/ي أيضا: تعرّف على ظاهرة التنمر: أسبابها، أنواعها و آثارها النفسية