لماذا يفشل الأذكياء في بناء مشاريع ناجحة ؟

إعلان

أسباب فشل الأذكياء في ريادة الأعمال –

واحدة من أكثر السمات المضادة للحدس التي يمكن أن تضر رواد الأعمال الشبان هي “الذكاء”. نعم ، كلما زادت نجاحاتك و تعدّدت مواهبك، كلما كان من الصعب عليك إدارة مشروع تجاري.

على الرغم من أنك قد تعتقد أن كونك ذكيًا و متحفزًا وموهوبًا سيجعل منك الشخص المناسب لتكون رائد أعمال، فمن المؤسف أن هذا ليس هو الحال في كثير من الأحيان. وفي هذا المقال، سنقدّم لك الأسباب:

تحدي “أنا أفضل من الجميع في كل مهمة”

تبدأ مشكلة الأشخاص الأذكياء في (المدرسة/المعهد/الجامعة) عندما يقوم الأستاذ بفرض مشروع أو عمل “جماعي”. حيث يقرر أذكى الأشخاص وأكثرهم موهبة في كل مجموعة أنهم سيقومون بنصيب الأسد من العمل عملا بقاعدة العمل 80/20 (80 ٪ من جميع الأعمال تتم من قبل 20 ٪ من الناس الأذكى و الأمهر)، لأنهم لا يريدون المجازفة بحصولهم على تقدير سيء في الفصل بسبب تقسيم العمل بالتساوي مع باقي أفراد الفريق الذي يضمّ عادة أشخاص لا مبالين بالدراسة و ليسو أذكياء. لذلك الأفراد الأذكياء يتولون المهمة وينفذون المشروع بأكمله بأنفسهم.

وبالتالي تبدأ دورة عمل الأشخاص الأذكياء. أذكى الناس يفعلون كل شيء بشكل أفضل من أي شخص آخر. يكتبون بشكل أفضل، يخططون بشكل أفضل وهم دائما على حق. هم الأفضل، حتى يتعلق الأمر بإدارة الأعمال.

في اليوم لدينا 24 ساعة فقط ويحتاج الشخص إلى النوم والأكل والاستحمام وفعل أشياء أخرى معينة. لذلك، كل يوم، يحاول هذا الشخص الذكي أن يفعل كل شيء بنفسه، لأنه لا يستطيع أن يكلّف شخص آخر يقوم بعمل من أعماله بشكل سيئ. وفي الأخير، يقف هذا الشخص الذكي عالقا لأنه “وحده” و لا يستطيع عمل كل شيء وحده لينتهي به الأمر عاجزا على النمو.

لماذا يستطيع الأشخاص الكسولون و المتهربون من المسؤولية عادة، هم الأفضل كرواد أعمال؟

إنه لأمر مثير للاهتمام. ولكن في الواقع، بعض الكسولين و المتهربين من المسؤولية هم الأكثر ملاءمةً لريادة الأعمال أكثر من الأشخاص “الأذكياء”. لماذا ا؟ لأنهم يسعون دائما في وقت مبكر بانشاء علاقات مع الأشخاص الأكثر ذكاءا، الذي يرونهم الأنسب للقيام بالأعمال بشكل مناسب. كما أنهم يعرفون يفوّضوا و أحيانًا كيف يتعاملوا مع أشخاص آخرين للقيام بأشياء لا يريدون القيام بها.

من الناحية المثالية، سيكون الأشخاص الأذكياء قادرين على نقل مواهبهم للآخرين. ولكن نظرًا لأن الأشخاص الأذكياء معتادون على القيام بكل شيء بأنفسهم، فإنهم لا يتعلمون المهارات الأساسية لإنجاح أعمالهم، بما في ذلك جعل المشروع يعمل بطريقة أوتوماتيكية وتفويض أكبر عدد ممكن من المهام. كشخص ذكي، تحتاج إلى استخدام الذكاء والمواهب الخاصة بك في خلق طريقة سهلة تجعل أي شخص يتعلّمها بسهولة ويكررّها في نفس الوقت يمكنك متابعتها.

** إعلان **

ذكي أكثر من اللازم على مصلحته

ذكي أكثر من اللازم على مصلحته – أسباب فشل الأذكياء في ريادة الأعمال

إعلان

غالبًا ما يتمتع الأشخاص الأذكياء والموهوبون بمظهر غير عادي أو معقد أو مختلف. لا يرغبون في اتباع مبدأ (Kiss Principle) (اجعله بسيطًا ، غبيًا) ، وهو أمر مطلوب لإنجاح الأعمال.

إذا كنت تفكر -مثلا- في خط تجميع بسيط في مصنع لتصنيع منتوج بجودة عالية أو كتى في مصانع “ماكدونالدز” الضخمة، سيبدو ذلك معقدًا بالنسبة لك، لكن في الواقع، كلاهما نفس الشيء، هي عبارة عن سلسلة من الوظائف البسيطة والمترابطة بشكل لا يصدق. يتم تقسيم كل مهمة إلى خطوات سهلة المتابعة. يعمل خط التجميع بشكل متكرر و ينفذ بعض المهام التي تم تعريفها بشكل خاص. كل هذه المهام يتم توحيدها و تبسيطها بحيث يستطيع عملها أي شخص بشكل متكرر.

بعض أكبر الشركات وأكثرها نجاحًا في العالم لا يتم توظيفها في أغلبيتها بواسطة أذكى الأشخاص. هم في الواقع يعملون في جزء كبير منه من قبل الناس العادية و المتوسطة الذكاء. تضم هذه الكيانات الناجحة عددًا قليلًا من الأشخاص الأذكياء بدرجة كافية لتوحيد غالبية المهام ولعملها بشكل أوتوماتيكي وتفويضها بطريقة لا يمكن تخطيها من قبل موظفيها العاديين.

لذلك، لن يساعدك ذكائك أو مواهبك، ما لم تتمكن من استخدامهم في اكتشاف طريقة لتبسيط تلك المهام التي من شأنها أن تجعل الأعمال التجارية ناجحة. هذا ليس بالأمر السهل، لأنه يتعارض مع كل ما قمت به على الإطلاق ويتعارض مع طريقة تعليمك للتفكير. ومع ذلك، من الضروري أن ينجح مشروعك ولماذا لا يتنبأ الذكي والموهوب بمفرده بالنجاح التجاري.

خسارة الكثير

خسارة الكثير – أسباب فشل الأذكياء في ريادة الأعمال

هناك مشكلة أخرى تتعلق بالأشخاص الأذكياء الذين يبدأون أعمالهم وهي أنهم غالبًا ما يخسرون أكثر. كلما كنت أكثر ذكاءً (ما لم تكن لديك امكانيات اجتماعية و ماية هائلة) كلما زادت الخيارات المتاحة لك. سوف تكون قادرًا على جني الكثير من الأموال في مجموعة متنوعة من المجالات ولديك مجال في حياتك المهنية للترقية وكسب المزيد من المال.

إعلان

يعني، عند بدء عمل تجاري، يكون لديك الكثير من المخاطرة أكثر من شخص يكسب مالا أقل ولديه خيارات وظيفية أقل. نظرًا لأن لديك المزيد من المخاطرة، فهذا يعني أنك بحاجة إلى فرص تجارية توفر لك أرباحا أكبر.

فلنفترض أنك تجني في عملك في شركة كبيرة 24000 دينار في السنة (أو لديك فرصة للقيام بذلك)، وعند خروجك و إنشاء شركتك الناشئة، تجني منها 8000 دينار في سنة، فإن عليها أن تكون أكثر نجاحا ب3 أضعاف للحصول على نفس العائد الذي كنت تجنيه سابقا. بالإضافة إلى ذلك، من الصعب جدًا العثور على شركة ناشئة ضاعفت ربحها بشكل سريع وفي وقت قصير، مما سيؤدي إلى فشل مشروعك.

الأذكياء ديكتاتوريون

صورة من فيلم “the dictator”

يميل أصحاب الموهبة والمهارات الخاصة إلى فرض رؤيتهم على الآخرين بدون مناقشة.

أنت ستفعل كذا، وأنت ستفعل كذا بطريقة محددة، وأنت ستحقق هذا الهدف بهذه الكيفية. السبب أنه يعتبر نفسه الأكفأ،..

** إعلان **

وبالتالي يجب أن يقوم بتوجيه كل شخص في فريقه إلى الهدف، وأيضا تعريفه بالوسيلة والأدوات التي يحقق بها هذه الأهداف، ويرفض أن يترك لهم مساحة من الحرية للإبداع والابتكار، فتتحول بيئة العمل إلى بيئة قاتلة للإبداع قائمة على فِكر ورأي رجل واحد وهو المدير التنفيذي.

في النهاية، يحفظ التاريخ مقولة منسوبة لكالفين كوليدج، الرئيس الثلاثين للولايات المتحدة، تعتبر من أكثر القواعد التي توضّح العنصر الفعّال لمفهوم النجاح في الحياة عموما، وربما في الأعمال خصوصا:

“لا شيء في العالم يمكن أن يحلّ محل الإصرار. الموهبة لا تستطيع، لا يوجد شيء أكثر انتشارا من الأشخاص الفاشلين الممتلئين بالمواهب. العبقرية لن تفعل، العبقري الذي لا يحصل على مردود لعبقريته أصبح أمرا شائعا. التعليم لن يفعل، العالم مليء بالمتعلمين الفشلة! الإصرار والتصميم وحدهما هما الأمر الفعّال. الشعار: استمر بالضغط! كان دائما هذا الشعار يحل وسوف يحل كل مشكلات الجنس البشري”.

المراجع: 1، 2

أسباب فشل الأذكياء في ريادة الأعمال –

اقرأ/ي أيضا: كيف تطوّر نفسك و توسّع شبكة علاقاتك ؟