لماذا ننفر من شخص يحبنا –

على مر العصور، تبقى طبائع الإنسان معقدة وغامضة، فنحن نتفاعل مع مجموعة واسعة من المشاعر والأحاسيس في علاقاتنا الشخصية. ومن بين هذه المشاعر، تأتي “الانزعاج” من الحالات التي يبدي فيها شخص ما مشاعر الحب والاهتمام نحونا. فعلى الرغم من أنه يمكن أن يبدو الأمر متناقضًا أو غريبًا أحيانًا، إلا أن هذا النوع من السلوك البشري يمكن تفسيره من خلال عدة عوامل نفسية واجتماعية.

قد يكون السبب وراء هذه الظاهرة هو ما يعرف بـ”رد الفعل الهروبي”، حيث يميل البعض إلى الشعور بالقلق أو الارتباك عندما يشعرون بأن شخصًا ما يحبهم بشدة. قد يعزى ذلك جزئيًا إلى خوفهم من عدم مطابقة تلك المشاعر، أو من التزامات العاطفة والزمنية التي قد تتطلبها علاقة عميقة. علاوة على ذلك، قد يتأثر الأشخاص بتجاربهم السابقة والعلاقات السابقة، مما يجعلهم يشعرون بالحذر أو الحيرة تجاه من يبدي لهم مشاعر الحب.

بصفتها ظاهرة نفسية، يمكن أن تكون هذه الاستجابة ناتجة عن تناقض بين مشاعر الشخص الذي يعرب عن الحب وبين توقعات الفرد الذي يتلقى هذا الاهتمام. تنمو مشاعر الانزعاج في بعض الحالات عندما يشعر الفرد بالغموض أو بضغوط التزامات العلاقة العاطفية.

إذاً، على الرغم من أنه يبدو غريبًا أحيانًا أننا نشعر بالانزعاج من شخص يحبنا، إلا أن هذه الظاهرة قد تكون جزءًا من تعقيدات العلاقات البشرية وتناقضاتها، التي يمكن أن تكون مدفوعة بالخوف والماضي والتوقعات.

بحث رُواد التسويق والإعلانات كثيراً عن الأسباب التي تحرك الإنسان وتجعله يرغب بمنتج معين لكنهم توصلوا لنتيجة واحدة وهي أن الإنسان ينجذب لما هو غير متوفر بسهولة.

لذلك، فنحن ننجذب للشخص الذي يصوّر نفسه على أنه “صعب المنال”،  فنعتبره أفضل منا وبالتالي يولّد لدينا شعوراً بالسعادة والإكتفاء والنصر عندما نحصل عليه.

 

 

هذا يعني أيضاً أننا ننفر من الأشخاص الذين يُظهرون اهتمامهم بنا.

نحن نعشق التحدي والمغامرة بالدخول في حب صعب تحقيقه لأننا نظن أن هذا الشخص الذي نسعى للوصول إليه يستحق العناء والجهد الذي نتكبده.

** إعلان **

 

وهذه الحالة منتشرة منذ بداية العصور فبحسب نظرية التطور، نحن نتزاوج كي نخلق أبناء أفضل منا لذلك نبحث عن الشخص القوي والسليم والذي نعتبره أفضل منا كي نتزاوج ونتكاثر معه!

 

اقرأ أيضا: عشر أكاذيب تحاول التنمية البشرية أن تقنعكم بها .. تعرّفوا عليها

إعلان

إذا يبقى السؤال: ما السبب وراء هذه الحالة؟

الحقيقة هي أننا في داخلنا غير واثقين من أنفسنا وقيمتنا الحقيقية ونعتقد أننا لا نستحق أن نُحب ما يجعلنا نستغرب إهتمام بعض الأشخاص بنا.

فبسبب نظرتنا السوداوية لأنفسنا، نعتبر أن الأشخاص المهتمين بنا هم أقل شأناً وقيمة منا.

 

 

** إعلان **

إعلان

والحقيقة هي أننا نحط من قدرنا عندما لا نقدّر من أحبونا.

لكن هل هذا يعني أننا نمل من شركائنا الذين يحبوننا بقدر ما نحبهم؟ وهل التلاعب بمشاعر الآخرين سيجعلنا نفوز بهم؟

التلاعب بمشاعر الآخرين لن يبني علاقة طويلة الأمد بل سيدمرها. ولعبة القط والفأر قد تناسب الأفلام الرومنسية لكنها لا تناسب الحياة الواقعية أبداً؟

لذلك عزيزي القارئ كف عن اللحاق بالشخص الذي لا يرد على رسائلك ويظل مشغولاً عنك طوال الوقت، وابدأ حياتك من جديد.

** إعلان **

 

الخلاصة هي..

لا بد أن نقنع أنفسنا بأن نحب الشخص الذي يعاملنا بشكل جيد والذي يثير اهتمامنا، لتعيش معه حياة طبيعية وهادئة.

أما من يبحث عن المغامرة، فسينتهي أمره دائماً بقلب مكسور!