لماذا تشعر المرأة بالألم أكثر من الرجل فيما ترتفع لديه ذاكرة الألم أكثر من المرأة؟

إعلان

الفرق بين النساء والرجال للشعور بالألم –

يقول الشاعر الإغريقي :”تشعر المرأة بألم الحب أكثر من الرجل ولكنها تنجح في إخفاء ذلك”. و قياسا على ذلك يُعرف عن النساء إحساسهن المفرط بالأشياء من حولهن، فالمرأة تهب زوجها و أطفالها كل الحب و الحنان فتفرح لفرحهم و تحزن لحزنهم. و في ذلك قال “ميكافيلي” :”حزن النساء عميق و جرحهن غائر”. لكن هنا نتسائل لماذا إتفق الجمع على أن المرأة تتألم أكثر من الرجل؟ و لماذا يختلف الجنسان في درجة الشعور بالوجع؟ وهل تختلف ذاكرة الألم عند الرجل و المرأة؟

أولا لنبحث في التركيبة البيولوجية لجسدي الرجل والمرأة. إكتشف العلماء عبر تجارب مخبرية أجريت على فئران من ذكر و أنثى، أن الفأرة التي حقنت بالهورمون الذكري تستوستيرون أبدت مستوى مرتفع في تحمل مشاعر الألم في حين أظهر الفأر المحقون بهرمون الأستروجين الأنثوي درجة منخفضة في تحمل شعور الألم. كما أثبتت البحوث
أن عدد المستقبلات العصبية والحسية في جسد المرأة يتجاوز ما يحتوي عليه جسم الرجل (1) و من هنا تأكد لدينا أن الصبغة الهرمونية و التركيبة الجسمانية لها تأثير هام و أساسي في نسبية الإحساس بالألم.

إعلان

لكن ماذا بعد ذلك؟ هل هناك عوامل أخرى تأسس لهذا الإختلاف في تجربة الألم؟

رجح البعض أن البيئة و التربية التي نشأ ضمنها الرجل تحثه على تحمل الألم كما تزرع فيه روح المسؤولية فمن واجب الرجل أن يتحمل أعباء الحياة بكل ثقة و قوة وهذا منذ القدم. فالقدماء المحاربون كانت لديهم قدرة هائلة على تجاهل مشاعر الألم و كافة أنواع الوجع بينما كانت تعامل المرأة برقة في أغلب الثقافات و لازلت تسمى بالجنس اللطيف الذي يجب الإعتناء به و محاباته لنجنبه شتى أنواع الأسى و الحزن. فثقافيا و تاريخيا ينظر إلى الرجل بصفة القوي المقاوم و صاحب القدرة الأكبر على مجابهة الألم. من جهة أخرى و من منظور نفسي تنتبه النساء للألم بينما يتجاهل الرجل هذا الإحساس لذلك نجد المرأة أكثر عرضة للإكتئاب. (2)

إعلان

من جهة الأخرى و عند دراسة ذاكرة الألم عند الرجال أثبتت بحوث جديدة في جامعة أم س جيل في مونتريال كندا (أجريت على فئران من كلا الجنسين) أنه عند تعرضه لنوع محدد من الألم للمرة الثانية يشعر الرجل بالوجع بنسبة تتجاوز ما إختبره في المرة الأولى فيما تبين للعلماء تأقلم المرأة مع الألم الذي سبق لها أن تعرضت له . و يكمن تفسير ذلك في أن النساء والفتيات عادة يكن أكثر عرضة للألم (الدورة الشهرية و آلام البطن و الصداع المتكرر) لذلك رغم تحسس المرأة من الألم إلا أنها تتعايش معه بشكل مقبول لكن ومع إرتفاع قدرة الرجل على تحمل الألم إلا أنه يكون أكثر توترا لحظة يذكره أو يواجهه في وقت لاحق. و قد طرح الباحثون إمكانية إرتباط ذلك أيضا بنسبة توقع الألم و ذكراه القوية والواضحة عند الرجال.(3)

أخيرا تعتبر الدراسات التي أجريت على الألم بصفة عامة و ذاكرة الألم بصفة خاصة ، مهمة جدا في رحلة البحث عن علاج الألم المزمن الناتج عادة عن إصابات خطيرة سابقة كالتي تطال العمود الفقري أو الآلام الناتجة عن الأورام السرطنية. فهل ستخبرنا الأيام القادمة عن إكتشافات جديدة في مجال التحكم بالألم؟

المصادر: 1، 2، 3

 

الفرق بين النساء والرجال للشعور بالألم –

[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: اكتئاب ما بعد الولادة أو ” بيبي بلوز “: الأعراض والعلاج