لماذا تبدو رحلة العودة أسرع من الذهاب؟

إعلان

لماذا تبدو رحلة العودة أسرع ؟

أيا كانت وسيلة النقل الّتي تسافر عليها أو تتنقل بها طائرة أو سيارة أو حتى دراجة، ستبدو لك رحلة العودة أقصر و أسرع من رحلة الذهاب شخصيا في رحلاتي كنت أتوقع أن رحلة الذهاب ستكون أسرع نظرا للحماس و السعادة بالرحلة و التشوق للوصول إلى الوجهة بينما تكون رحلة العودة رتيبة بسبب انقضاء الرحلة و الرجوع إلى الحياة اليومية الروتينية، ولكن في الحقيقة وقع عكس ذلك ما جعلني استغرب فعلا، و على ما يبدو لست الوحيدة الّتي انتابها هذا الشعور، فهو شعور رائج و ينتاب الأغلبية ويُعرف باسم “تأثير رحلة العودة return trip effect”.

لماذا تبدو رحلة العودة أسرع ؟

لماذا تبدو رحلة العودة أسرع؟

نظريتان: المعتاد مقابل التوقع للحصول على نظرية أقوى حول “تأثير رحلة العودة”، ننتقل إلى سلسلة ذكية من الدراسات التي تم نشرها في ورقة 2011 في نشرة ومراجعة نفسية. ترأس هذا العمل عالم النفس الاجتماعي نيلز فان دي فين من جامعة تيلبورغ في هولندا.

أراد” فين ” والمتعاونون استكشاف اثنين من التفسيرات المحتملة لـ “تأثير رحلة العودة”. أحدهما كان “التعوّد“: مثلما يبدو أن المهام الروتينية تستغرق جهداً أقل من تلك الجديدة، ربما يبدو أن الطرق المعتادة تستغرق وقتًا أقل لإكمالها.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

وكان الآخر “توقعات“: إذا استغرق الأمر وقتًا أطول مما توقعنا، فربما نقوم بضبط توقعات وقتنا بشكل تصاعدي في طريق العودة، ونجد أنفسنا متفاجئين عندما لا يستغرق الأمر وقتًا طويلاً. في الدراسة الأولى، اعترض الباحثون 69 شخصًا عادوا لتوهم من رحلة بالحافلة من وإلى معرض أو حديقة ترفيهية. (حصروا تركيزهم على المجموعات التي استغرقت رحلاتها نفس القدر من الوقت هناك والعودة.) بالتأكيد، أظهر الجميع تأثير رحلة العودة، قائلين إن رحلة العودة إلى الوطن كانت أقصر.

لكن هذه الاستجابات لم تكن مرتبطة بالتعوّد على الطريق، كما تم قياسها بعدد العلامات المميزة في الطريق الّتي تعرفوا عليها عند العودة. ومع ذلك، يبدو أن التأثير مرتبط بالتوقعات: أظهر المسافرون الذين شعروا أن الرحلة الأولية استغرقت وقتًا أطول من المتوقع شعورًا أقوى بأن رحلة العودة كانت أسرع. حيث تم تقدير عودة الطريق تستغرق 37 دقيقة في المتوسط والطريق هناك 44 دقيقة أي بفارق 7 دقائق.

دراسة أخرى نُشرت في مجلة علم النفس التجريبي Journal of Experimental Psychology سنة 2016 فسّرت تأثير رحلة العودة بسبب أننا لا نتوقّع ما سنُصادفه في طريق الذهاب، ما يجعلنا نشعر أن رحلة الذهاب تبدو أطول بكثير من الوقت الافتراضي، على الرغم من أن الزمن واحد لا يتغيّر في كلا الرحلتيْن.

ختاما، علينا أن نرجع السبب للدماغ لأنه المتحكم بهذا التأثير ففي رحلة الذهاب، تُصادف الطريق لأول مرة عادةً يكون الحماس و الرهبة مسيطرين عليك ، ما يجعلك تشعر بكل ثانية تمر وكأنك جالس على جمر أو أن عجلة الزمن توقفت، بينما عند العودة، يقل الشعور بالحماس و يصبح المسار أكثر أُلفةً واعتيادًا، ما يُفقدك الشعور بالوقت الذي يمر وكأن الزمن مرّ بسرعة كبيرة، على الرغم من أن كلا الزمنيْن متساوييْن.

[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: لماذا تشعر المرأة بالألم أكثر من الرجل فيما ترتفع لديه ذاكرة الألم أكثر من المرأة؟