كيف ساهمت التكنولوجيا في إنهيار التواصل العائلي

إعلان

التكنولوجيا و إنهيار التواصل العائلي –

العائلة أو الأسرة هي الخلية الأساسيّة و نقطة ارتكاز تكوين مجتمع ما، وهي عبارة عن جماعةٍ من الناس بينهم روابط دموية عاطفية و اجتماعية، ويشتركون فيما بينهم بخصائص، وهوايات، ونشاطات تتراوح ما بين تمضية أوقات الفراغ، واللهو، والدّراسة، وتناول الطّعام معاً، والسكن في بيتٍ واحدٍ. لكن ماذا لو ضهر عامل ما ساهم في تغيير النقاط الأساسية و المهمة في هذا المفهوم؟ ما هو هذا العَرضُ ذو التأثير الهائل؟ ما هي التغييرات التي جعلها تطرأ على تعريف الأسرة؟ و ما هو السبيل للحدّ من تبعاته السلبية؟

التكنولوجيا بين المتداول و الأصل

إعلان

Embed from Getty Images

يعدّ المفهوم المتداول لمصطلح التكنولوجيا إستعمال الكومبيوتر و الأجهزة المستحدثة و هذه النظرة لا تعدّ شاملة بل محدودة لأن الأجهزة تعدّ نتيجة من نتائج التطور التكنولوجي بينما التكنولوجيا في الأصل هي أساليب البحث و التفكير و التجربة التي تساعد الفرد إلى الوصول إلى غاية ما أي هي منهج عقليّ و سبيل سويّ للوصول إلى نتائج ترضي فضول الإنسان و تضمن راحته و رفاهيّته شيئا فشيئا و هي لا تُحصر بتاتا في أداة أو جهاز . أما في بحثنا هذا فإننا سنتناول المفهوم بحدّه المعروف و المتدوال.

من وسيلة ترفيهية إلى صديق سوء

Embed from Getty Images

من منّا لم يتعرّض لإهمال ما جرّاء إهتمام الشخص المقابل بهاتفه؟ من منّا لم يتلقَ توبيخا من أحد والديه لكي يكفّ عن ملازمة الهاتف أو التلفاز و غيرهما؟ في البدء كانت مواقع التواصل الإجتماعي و ألعاب الفيديو تمثّل وسيلة لقضاء بعض وقت الفراغ و لإفراغ شحنة الروتين و القلق في وقت لا يتجاوز طوله أكثر من ساعة أو بضع ساعة.. و من ثمّ شيئََا فشيئا بدأ وباء ما يسود العالم أطلق عليه بعض العلماء متلازمة ” قلق اللا هاتف” و هي ظاهرة أضحت متداولة تتمثل في رهبة الفرد من البقاء بعيدََا عن هاتفه و هي من المظاهر شديدة الخطورة إذ تعدّ كدرجك مهمة من درجات الإدمان.

أثبتت الدراسات أن في أستراليا 98% من العائلات تملك أكثر من جهاز مرتبط بالأنترنت في المنزل. كما أدلى أكثر من 47% من الناس حول العالم كونهم يستعملون هواتفهم الذكية أثناء العشاء بالتالي صار هذا الجهاز الصغير يعيش فينا و يقضي معنا جلّ وقتنا مما يجعلنا نندمج معه متناسين أننا نندرج ضمن عائلة تفرض علينا علاقات و تواصل و تعاون ما.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

إعلان

شيئا فشيئا، صار كل فرد من أفراد العائلة يميل إلى العزلة و إلى إختلاق علاقات افتراضية تملأ الفراغ و الفجوة النفسية التي أحدثها غياب التفاعل و التواصل العائلي فقد ساهم الهاتف في زيادة إنفعال الوالدين من جهة و في حزن و إنطواء الأبناء من جهة أخرى.

يعود المراهق من العالم الخارجيّ مرهقََا من هول ما يحيطه آملاََ في إيجاد حضن يأويه فيجد أن كلا يعانق جهازه و لا يبالي بسواه مما يؤدي إلى التنافر و التفتيش عن البديل، بديل يمنح الدعم المعنوي و النفسي و يكون ناصحََا مرشدا. و قد يصادف أن يجد بديلاََ مناسبا و لكن أغلب الوقت يتم اختيار الشخص الخطأ بالتالي يؤدي ذلك إلى تبعات خطرة.

من أهم تأثيرات التكنولوجيا كذلك أنها قلّصت من الذكاء الاجتماعي لأفراد المجتمع إذ أضحى التواصل المباشر صعبا، فتجد نفسك تحسن التعبير عن موقفك في رسائل أو تغريدات لكنم تعجز عن ذلك علنََا مما يساهم في ضعف الشخصية و إنهيار بناءها. بالتالي فالتكنولوجيا غيرت المسار العائلي و الاجتماعي من تواصليّ بنائيّ إلى قطيعة و فجوة و تزداد تعمقا شيئاً فشيئا.

سبل الحدّ من التبعات السلبية للتكنولوجيا

Embed from Getty Images

يمكن إستعمال حيل بسيطة للحدّ من هذا التأثير و منها :

  • تحديد أماكن يمنع فيها إستعمال الأجهزة الإلكترونية منعََا باتا ( مائدة الإفطار، السرير و الاجتماعات العائلية..)
  • إستعمال التطبيقات التي تساعدك على إدارة وقتك إذ هنالك تطبيقات تمنعك من إستعمال الهاتف أكثر من مدة أنت تحددها * محاولة الإنتباه إلى كمية الوقت الهائل الذي يضيع يوميا و حينها ستكتشف أنك تضيع أكثر من ربع يومك دونما حركة.
  • أن يسعى الوالدين إلى أن يكونا قدوة للأبناء عن طريق ضمان التواصل و محاولة التقرّب منهم.

رغم كل السلبيات التي وقع تناولها في المقال حول أثر التكنولوجيا على العلاقات الأسريّة فلا يمكننا أن ننكر أن التكنولوجيا صنعت ثورة في العالم و أن تطبيقها في مواضعها الصائبة يساعد الفرد و الجماعة. نقصد بذلك إستعمالها في وقتها الخاص بعيدا عن خلق وقت فراغ من أجلها على حساب ما هو أهم.

المصدر

التكنولوجيا و إنهيار التواصل العائلي –

[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: لماذا الصحّة العقليّة لا تقل أهميّة عن الصحة الجسديّة؟