في مثل هذا اليوم غرة مارس: ذكرى إعدام “قلب الأسد” محمد الدغباجي

إعلان

محمد الدغباجي

في مثل هذا اليوم من غرة مارس مرت 94 سنة على إعدام المناضل التونسي محمد الدغباجي ” قلب الأسد ” من أبناء الجنوب، و من مشاهير أبطال الكفاح المسلح ضدّ الاستعمار الفرنسي و قد وقع إعدامه في غرة مارس 1924 بمسقط رأسه الحامة بساحة تحمل حاليا اسمه و نصبا تذكاريا لمقاوم يحمل بندقية.

محمد الدغباجي أو محمد بن صالح الزغباني الخريجي و كنيته الدغباجي ولد سنة 1885 ، مناضل تونسي، آمن بالنضال المشترك في الدول المغاربية و تزعم العديد من تنظيمات المقاومة التي قاومت الاستعمار الفرنسي والإيطالي.

إعلان

فر من الجندية وإلتحق بالمقاومة الليبية ضد المستعمر مع خمسة من رفاقه لكنه ركز هجوماته ضد الفرنسين على الحدود التونسية الليبية

إعلان

عاد الدغباجي على رأس مجموعة فدائية وقام بالعديد من العمليات القتالية الناجحة ضد المستعمر الفرنسي وفي محاولة لكبح جماح المقاومة عمدت القوات الفرنسية إلى ردم الآبار لمنع المياه عن المقاومين كما حاولت استدراج الدغباجي عن طريق “عمار بن عبد الله بن سعيد” الذي وعدته السلطات الاستعمارية الفرنسية بتولي منصب “خليفة”.

بعث الدغباجي رسالة إلى هذا الأخير بعد أن تفطن إلى الفخ الذي حاول نصبه له يقول له فيها :” أنتم تطلبون منا الرجوع إلى ديارنا لكن ألسنا في ديارنا؟ إنه لم يطردنا منها أحد، فحركتنا تمتد من فاس إلى مصراتة، وليس هناك أحد يستطيع إيقافنا..”

قبض عليه في ليبيا من طرف الجيش الايطالي وسلم إلى القوات المحتلة الفرنسية وحكم عليه بالاعدام سنة 1924

و يروى أنه يوم تنفيذ حكم الاعدام بحقه في غة مارس 1924، رفض الدغباجي العصابة، التي تقدم بها نحوه ضابط فرنسي ليضعها على عينيه، رفضها ساخرا من الموت، وقيل أيضا أن زوجة أبيه زغردت لحظة اعدامه، و كانت ٱخر كلماته “لا تخشي علي يا أمي فإني لا أخاف رصاص الأعداء، و لا أجزع من الموت في سبيل عزّة وطني .. الله أكبر و لله الحمد”.

و يذكر التاريخ بأنّ القائد محمد الدغباجي قد عرف بالمروءة والشجاعة والنضال من أجل الوطن والدين لا غير، ولعلّ هذه السّمات جعلت منه أنموذجا متفرّدا واستثنائيا في المقاومة المحليّة بالبلاد التونسيّة للاستعمار الفرنسي.
وقد لا نبالغ إذا اعتبرنا الدغباجي من المقاومين الأوائل الذين أرسوا الأسس الأولى للمقاومة في بعدها المغاربي، فلم يعترف بالحدود التي رسمها الاستعمار، مقتنعا بأنّ الظاهرة الاستعماريّة لا يمكن التصدّي لها إلاّ في إطار تضامن حركات المقاومة المغاربيّة.

وهكذا بقيت قصّة الدغبّاجي شفوية تتردد على الألسن : الخمسة اللّي لحقوا بالجُرة.. وملك المــوت يراجي لحقوا مولى العركة المـرة..