شائعات عن التعامل مع الحزن يصدّقها الكثيرون

إعلان

التعامل مع الحزن –

يعتبر الحزن أو الفراق و كيفيّة التعامل معه، من المواضيع التي لا يتجنّب المجتمع الحديث عنها، بتعلّة نشر الموجات السلبيّة أو أنها من المواضيع الغير المهمة أو خوفا من انتشار الأساطير المرتبطة بالحزن والفراق.

لذلك نشر “ديفيد فيلدمان”، الأستاذ بقسم علم النفس الإرشادي بجامعة سانتا كلارا الأمريكية، مقالا يعرض فيه أكثر الخرافات شيوعًا عن الحزن والفراق كما تحدّث أيضا عن الحقائقها الفعلية. و تم نشر المقال في مجلة Psychology Today.

إعلان

في مقالنا هذا، سنعرض عليك أبرز ما تحدّث عنه الأستاذ “ديفيد فيلدمان”:

الحزن هو شعور “واحد”

الحزن شعور “عاطفي”

يعتقد الكثيرون أن الحزن هو فقط شعور واحد وأنه مرتبط بالإكتئاب نظرا إلى أن الحزن قد يحدث في أشد المواقف إيلاماً. وقد أوضح “ديفيد فيلدمان” في مقاله أن الحزن في الواقع هو عملية يتخللها الكثير من العواطف، منها المتوقعة مثل الحزن ومنها المثيرة للدهشة مثل الغضب والإحباط، والشعور بالذنب، أو حتى الصدمة.

وأضاف أنه من الممكن الشعور بمشاعر إيجابية أثناء الحزن (مثلا الشعور بالرّاحة لأن شخصا عزيزا علينا قد تخلّص من الألم و العذاب وارتاح)، كما يمكن الشعور بالخدر كما لو أن الوفاة لم تحدث.

المهم هو أن كل هذه المشاعر و العواطف طبيعيّة.

 

اعتبار الحزن من الأمور السيئة

اعتبار الحزن من الأمور السيئة

عندما يفكر معظم الناس في الفراق أو الحزن، فإنهم لا يفكّرون إلى الأمور السيّئة أو المصائب أو أي شيء غير جيّد، لكن الباحثين وعلماء النفس يعتقدون أن عمليّة الحزن في الوقع هي عملية صحيّة، فهي آلية تساعدنا على التعايش مع الخسارة.

في عادة، يحتاج دماغ الإنسان إلى وقت لتقبّل الأمور و التكيّف مع الواقع الجديد، فمثلا إذا كان شخص قد انتقل إلى مكان أو منزل جديد، فإنه سيستغرق شهورا حتى يتعوّد و يشعر بأن هذا المكان هو “المنزل”.

أيضا عندما نفقد شخصا عزيزا علينا، سيستغرق الأمر وقتا طويلا لقبول هذا الحدث والتعود على الظروف الجديدة إذ إننا نتصدى لأسئلة مثل: من أنا بدون حبيبي؟ وبماذا كان سيود هذا الشخص أن أشعر؟ وكيف يمكنني تكريم ذكراه بأفضل طريقة؟

ويعتقد العديد من خبراء الحزن أن إحدى وظائف الحزن هي توفير فرصة لنا للإجابة عن أسئلة كهذه، وهو ما يسمح لنا في نهاية المطاف بتكريم ذكرى أحبائنا، والوصول إلى القبول بالأمر.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

التعامل مع الحزن –

المزيد من الحزن أفضل

المزيد من الحزن أفضل

في بعض الأحيان حين يتقبّل المرء أن الحزن أمر جيّد، فإنه يستنتج أن المزيد منه سيكون أفضل و يساعد على الخروج من الأزمة في أسرع وقت، وهذا الأمر خاطئ!!

إعلان

مثلا، عند فقدان شخص عزيز، هناك بعض الأشخاص الذين يظهر عليهم البكاء و الحزن بإنفعال، ولكن هناك أيضا أشخاص لا يفعلون ذلك و هو أمر طبيعي. ولكن من خشية أن يكبتوا أو ينكروا هذا الفقد ليعود ليطاردهم لاحقًا، يظغط بعض الأشخاص على أنفسهم ليزيدو من درجة الحزن لديهم، و هذا الأمر ليس صحيحًا تمامًا.

إذ كشف بحث أجراه عالم النفس بجامعة كولومبيا “جورج بونانو”، أن الناس يتبعون «مسارات حزن» مختلفة، وغالبية الناس يتبعون أحد مسارين صحيين نسبيًّا للحزن، فحوالي 10 إلى 20% من الناس يتبعون ما يسمى «مسار التعافي». فبعد فقدان شخص عزيز، قد يواجهون في البداية صعوبات في أداء المهام، ومشاعر مؤلمة بشدة مثل الاكتئاب، ولكن بعد عدة أشهر يتعافون تدريجيًّا ويعودون إلى حياتهم، وهذا هو المسار الذي يتخيله معظمنا عندما نسمع كلمة «الحزن».

وأوضح الكاتب في مقاله أن هذا المسار في الواقع ليس المسار الأكثر شيوعًا، إذ إن حوالي 50 إلى 60% يعانون من رحلة حزن مختلفة. ووفقًا لما يعرف باسم «مسار المرونة»، فإن هؤلاء الأفراد قادرون على الحفاظ على مستويات أداء مستقرة وصحية نسبيًّا، حتى في أعقاب الفقد مباشرة.

 

هناك طريقة صحيحة للحزن

أشار الكاتب إلى أن أحد أكثر الأفكار السائدة و المعروفة عند الناس، هي أن الحزن يتكون من خمس مراحل، وهي الحرمان، والغضب، والمساومة، والاكتئاب، والقبول.

وأوضح أن ما قد لا يعرفه الناس هو أن مبتكرة هذه المراحل الطبيبة النفسية اللامعة إليزابيث كوبلر–روس، لم تطورها أصلًا لشرح ما يعانيه الناس عندما يفقدون شخصًا يحبونه. وإنما طورتها لوصف العملية التي يمر بها المرضى في أثناء تعاملهم مع أمراضهم المستعصية. وفي وقت لاحق طبقت هذه المراحل على الأصدقاء وأفراد الأسرة المكلومين، الذين بدوا خاضعين لعملية مماثلة بعد الفقد.

وقال إنه تبين أن الحزن ليس بهذه البساطة؛ إذ تشير الدراسات الآن إلى أنه على الرغم من أن بعض المكلومين قد يتقدمون عبر هذه المراحل، تمامًا مثلما ذكرت كوبلر–روس، فإن الكثير منهم لا يفعلون ذلك؛ فقد يتخطون المراحل أو يكررونها، أو يشعرون بعواطف غير العواطف الخمسة الأصلية المذكورة.

تقديم المشورة بشأن الحزن ضارة

تقديم المشورة بشأن الحزن ضارة 

وذكر فيلدمان أنه منذ عدة سنوات، نشرت وسائل الإعلام قصة صادمة، حين توصل أحد الأبحاث إلى أن استشارات الحزن يمكن أن تكون ضارة لعدد كبير من الناس.

وأجرى الباحثون عملية إحصائية معقدة تُعرف باسم التحليل التلوي، فحللوا البيانات تحليلًا جماعيًّ من عدد من الدراسات التي تبحث في فعالية استشارات الحزن، ووجدوا ما أصبح يعرف باسم تأثير التدهور الناجم عن العلاج، المعروف اختصارا باسم «تايد – TIDE».

وعلى الرغم من أن هذه الدراسة لم تُنشر أبدًا في مجلة علمية يراجعها النظراء، فإن وسائل الإعلام روجت لهذا الاكتشاف الذي يبدو مثيرًا للقلق.

وأوضح الكاتب أنه اتضح أن نتائج «تايد» كانت مغلوطة، فقد طلب الباحثان ديل لارسون وويليام هويت، من الجمعية الأمريكية للأمراض النفسية مراجعة النتيجة، فشكلت فريقًا من اثنين من الخبراء الإحصائيين الذين خلصوا – بعد مداولات دقيقة – إلى أن إحصاء تحليل ميتا المستخدم للوصول إلى «تايد» كان إشكاليًّا وأن الاستنتاجات مشكوك فيها. ومنذ ذلك الوقت، لم يظهر أي دليل قوي على أن استشارات الحزن ضارة.

وخلص الكاتب إلى القول إنه بالرغم من كل هذه الخرافات، لا يمكن إنكار حقيقة واحدة، هي أن كل منا سيفقد في النهاية أشخاصًا يحبهم – إن لم يكن هذا قد حدث بالفعل – بدءًا من الجد إلى صديق عزيز، وبقدر ما نود أن نمتلك عصا سحرية تجعل الناس يعيشون إلى الأبد، فلا أحد منا لديه تلك العصا.

ولحسن الحظ، وعلى الرغم من أن الحزن يمكن أن يكون عملية مؤلمة، فقد يكون الدواء الذي نحتاجه لمساعدتنا على تكريم ذكرى أحبائنا، والتصالح مع فقدهم، وفي النهاية اتخاذ خطوة نحو مستقبل صحي.

المصادر: 1، 2

التعامل مع الحزن –

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: لماذا تجعلنا الروائح نسترجع الذكريات بقوة؟