حج الغريبة –
في كل عام يتوافد آلاف اليهود من حول العالم إلى تونس، بالتحديد جزيرة “جربة” التي تقع جنوب البلاد التونسية، و ذلك لأداء مراسم الحج السنوي لهم في كنيس الغريبة التي تعتبر أقدم كنيس في أفريقيا.
لماذا يحجّ اليهود إلى هذا الكنيس؟
يصف اليهود معبد الغريبة بأسطورة عجيبة حول فتاة كانت تعيش في عزلة، و هي ابنة كاهن يهودي، وصلت إلى جزيرة جربة في ظروف غامضة و عاشت في مبنى كان على وشك الانهيار.
وهناك غموض حول مصدر هذه الأسطورة، وقت حدوثها، وقبولها بين يهود المنطقة، وكذلك ظروف حياة الشابة وفق هذه الأسطورة. ووفق الأسطورة، إحترق بيت الشابة يوما ما، ولمزيد دهشة سكان الجزيرة، ظل جثمانها كاملا.
[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]
هناك صيغة أخرى للأسطورة، تقول إنه كان يمكن رؤية الشابة بالقرب من كنيس “الغريبة” بعد دفنها أيضًا، وهناك صيغة ثالثة تتحدث عن أن الذين يزورون قبرها يشهدون عجائب في حياتهم. ويُعتبر يهود جزيرة جربة أبناء إحدى الجاليات القديمة في العالم.
بالإضافة إلى كل هذه الغرائب، عرفت الشابة بكرمها أيضا فشيّد لها اليهود مقاما كما سمي الكنيس “الغريبة” نسبة إليها حيث كانت غريبة على المكان وأهله.
وفق التقاليد المحلية، وصل اليهود إلى الجزيرة، منذ أيام الملك سليمان وبعد خراب المعبد اليهودي الأول في القدس (عام 586 قبل الميلاد). هناك أقوال تشير إلى أن اللاجئين اليهود الذين هربوا من القدس بعد أن دمرها نبوخذ نصر (ملك بابل)، أحضروا معهم إلى جربة بابا من أبواب المعبد اليهودي الأولى، الذي بناه الملك سليمان.
يُعرض أمام زوار الكنيس في جربة حتى يومنا هذا حجر يتضمن أحد أقواس الكنيس، تشير التقاليد إلى أنه تم إحضاره من القدس أيضا.
طقوس حجّ الغريبة
طقوس حجّ الغريبة[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]
لحجّ الغريبة طقوس و عادات و احتفالات متنوعة، حيث يقود الزوار اليهود بالتبرّك بحجر من هيكل سليمان يقولون إنه موجود في قبو المعبد، و كذلك إضاءة الشموع بالقاعة المخصصة للصلاة و الدعوات و قراءة التوراة و حصول على البركة من الحاخامات.
ومن المراسم التي تميز هذا الحج وضع البيض في القبو، إذ يقوم النسوة بكتابة أمانيهن وأحلامهن على البيض وإلقائه في قبو المعبد قرب “الحجر المقدس” حيث يعتقدن أن تلك الأماني ستتحقق بمجرد كتابتها على البيض ووضعها في ذلك المكان.
كما تتضمن الطقوس جمع أموال السياح والوافدين على المعبد و بيع العديد من الأغراض التي يتبرك بها الزوار لإعتقادهم أنها مقدّسة، و تخصص تلك الأموال للعناية و صيانة المعبد و إقامة مشاريع لفائدة الطائفة اليهودية في تونس.
ويتم ذلك بعد توجه الزائرين إلى الجانب الأيمن من الكنيس حيث تتميز الطقوس في ذلك الجزء بطابعها التقليدي كترديد الأغاني التونسية وتقديم الأكلات الشعبية المشهورة، فضلا عن بيع المقتنيات “المقدسة”.
وتنتهي تلك المراسم عادة بما يسمى الخرجة الكبيرة، وهي عبارة عن جولة يقوم الزوار خلالها بدفع “المنارة” إلى الساحة الأمامية للمعبد. والمنارة مصباح نحاسي كبير يتم تزيينه بأقمشة متنوعة الألوان بالإضافة إلى قطع ثمينة من الحلي، ويعتقد اليهود أن تاريخها يعود إلى نحو مئة عام.
حج الغريبة –
المصادر: 1، 2، 3
[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]