تفكّر في إطلاق شركتك الخاصة ؟ عليك إذا توفير هذه العناصر أولا

إعلان

عناصر مهمة قبل اطلاق شركة –

في السنوات الأخيرة، في العالم عامة و في تونس خاصة بعد الثورة، بدأ الشباب بالاندفاع لتأسيس شركاتهم الخاصة و الحلم و الشهرة و المال،.. الكل أصبح يسعى لحمل لقب “CEO” أو “Founder” و يحلمون باعتلاء المسارح لإلقاء المحاضـرات.

بريق ريادي هائل يُعمـي العيـون، ويدفع الجميـع للانطلاق إلى العمل الحر وتأسيس الشركات دون دراسة، والأهم: دون أي علم بالجانب المُظلم لهذا المجال.

إعلان

أن تكون صاحب فكرة جيّدة مع بعض المال الذي تراه مناسبا لتمويلها لا يعني أنك شركتك ستنجح و ستصبح ميلياردارا؛..

فبحسب الإحصاءات أكثر من 50% من المشروعات الناشئة تفشل في السنوات الأربع الأولى منذ تأسيسها، على الرغم من تحمّس أصحابها الشديد لها في البداية. 

بحسب العديد من التقارير، ثمة مجموعة من العناصر الأساسية التي إذا غابت فالمؤكد أن شركتك ستتعرض للفشل في سنواتها الأولى.

1- ليس لديك خطة مكتوبة

ليس لديك خطة مكتوبة

الكثير من رواد الأعمال المبتدئين يندفعـون إلى إنشاء شركاتهم الخاصة بناء على طموح واسع للتأسيس وبدء العمـل بدون الاستعانة بخطـة مكتوبة واضحة المعالم.

في الغالب، يكـون المبرر الذي يستخدمه هؤلاء هو أن الفكـرة واضحة تماما وأنه لا حاجة إلى تضييع الوقت في كتابة “خطـة عمـل” (Business Plan) شاملة،.. تقسّم المشروع إلى مراحل تنفيذية واضحة،.. وتحدد مهام المؤسسين والعاملين والموظفين،.. وغيـرها من التفاصيل التي تحملها خطط العمل..

خطـة العمـل المكتوبة الشاملة هي أفضل طريقـة لضمـان أن مشروعك الأول الذي تطمح لتأسيسه سيتجنب الفشـل،.. وهي أفضـل طريقة ممكنة لتحويل أفكـارك الطموحة التي لا تزال في الهواء إلى عمل حقيقي واقعي بأقل قدر من الأخطاء والانزلاقات.

بمعنى آخر، خطـة العمل المكتوبة بدقة هي حجر الأساس الأول الذي يجب أن يتم التركيز على وضعه بعنـاية شديدة،..

وإلا سيكـون احتمال أن تذهب إلى طريق مسدود واردا جدا، باعتبار أنك إذا لم تحدد وجهتك منذ البداية، فالبديهي أن تجد نفسك انتهيت إلى مكان آخر مختلف تماما لما كنت تظن أنك ذاهب إليه.

** إعلان **

2- نموذج ربحي غير واضح

نموذج ربحي غير واضح

الشركة سواء كان شركة ناشئة تقنية أو مشروعا تقليديا، سواء كان مؤسسة ربحيـة أو مؤسسة غير ربحيـة،..

يجب أن يولّد أرباحا كافيـة لتغطيـة تكاليف تشغيله أولا، ثم أرباحا تعود على مؤسسه ثانيا.

حتى المؤسسات غير الربحيـة، يجب أن تحقق أرباحا سواء من منافذ توفر هذه الأرباح أو من خلال التبرعات أو غيرها.

من الضـروري بشكل كامل أن يكون لديـك تصوّر عن النموذج الربحي للمشـروع، وهو ما يعرف بـ “البيزنس موديل”.

ما الطرق التي سيربح من خلالها المشـروع الأموال التي يُعاد تدويرها مرة أخرى لتغطيـة تكاليف تشغيله،.. دون الاستمرار في استنزاف المال من جيبك الخاص لتمويله،.. وطبعا دون الاستمرار في استنزاف أموال الممولين أو المستثمـرين.

إذا لم يكن النموذج الربحي لمشـروعك واضحا وضوح الشمس، أو كان المنتج أو الخدمة التي تقدمها تؤدي إلى خسارة الأموال بشكل تراكمي،

إما بسبب ضعف قنوات الربح نفسها وإما عدم قدرة المستهلكين على شراء المنتج أو الخدمة،.. فالمؤكد أن هذا المشـروع لن يستمـر على قيد الحيـاة سوى زمن يسيـر، عدة أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات.

** إعلان **

3- خطوات تنفيذية غير واضحة

خطوات تنفيذية غير واضحة

الفكـرة المتميزة بمفردها لا تساوي شيئا، الأهم من الفكـرة هو القدرة على تطبيقها بشكل صحيح.

لذلك، من أهم الضـروريات قبل اتخاذ قرار تأسيس شركة ناشئة في أي مجال مهما كان نوعها،.. تحديد رائد الأعمال لقدراته في إمكـانية تحويل هذه الفكـرة إلى خطوات تنفيذية واضحـة،.. واتخاذ قرارات صعبـة ومخاطر عالية لتنفيذ هذه الإجراءات.

4- “النيتش” غبر كافٍ

إعلان

النيتش او niche هو مصطلح يستخدم للتعبير عن التخصص فمثلا اذا كنت تفكر فى انشاء متجر الكترونى متخصص فى بيع الادوات الكهربائية فهذا ليس نيتش اما اذا كنت تفكر..

فى انشاء متجر الكترونى متخصص فى بيع المكيفات فقط فهذا هو النيتش ويمكن ان يكون النيتش اكثر تخصصا عندما تقوم بانشاء متجر الكترونى متخصص فى بيع مكيفات السامسونج فقط دون غيرها.

في أحيان كثيـرة، يقرر رائد الأعمال أن يطلق شركته الناشئة في نيتش محدود للغاية،.. لمجرد أن الفكـرة التي في رأسه تروق له بشدة ويشعر بالحماس تجاهها، دون أن يختبر إمكانياتها بشكل كافٍ ومدى تلاؤمها مع الفرص السوقية.

هل هذا المنتج لديه شريحة كبيرة من المستهلكين المستهدفين؟

هل يقدم خدمة جديدة أو نوعية أو مستوى مختلفا من الكفاءة يجعـل الشريحة التي يستهدفها من الزبائن كافية للإقبال عليه،..

وبالتالي شراء المنتج أو الخدمة، ومن ثم تدور عجلة الأرباح بشكل كافٍ لتغطية المصـاريف على المدى القريب والبعيد؟

** إعلان **

عناصر مهمة قبل اطلاق شركة –

5- لم يتم اختيار السوق الأنسب

واحد من أكبر المخاطر التي تهدد الشركات الناشئة في بداياتها هو أن يكون السوق الذي تقرر اللعب فيه مزدحما بالمنافسين أكثر مما يجب، أو العكس،.. فارغا من المنافسين تماما.

إذا قررت تأسيس شركة ناشئة في مجال محدد، ووجدت أن هذا السوق خالٍ تماما من المنافسين، فهذه ليست علامة جيدة كما يظن البعض،.. بل في الواقع ربما تكون علامة تحذير بالنسبة لك أن هذه البحيــرة خالية أصلا من الأسماك،.. وهذا هو السبب الذي جعلها خالية من الصيّادين.

لذا يجب القيام بعملية Market Research لمعرفة ما إذا كان السوق جيدة و يمكن لصدار منتوج أو خدماته أو لا. المنافسة الشرسة في السوق هي إشارة إلى ارتفاع معدلات خطـورة استمرار مشروعك.

6- نقص الخبرة في فريق الشركة

في معظم الحالات تبدأ الشركات الناشئة بمجموعة من الموظفين متوسطي الكفاءة والخبرة على الأقل، بشكل يساعد في تنفيذ خطوات تحويل الشركة من فكـرة على الورق إلى واقع يدرّ الأرباح.

في الواقع، المستثمـرون والمموّلون وشركات التمويل المخاطر عادة ما يقومون بتمويل “الأشخاص” وليس الأفكار.

المستثمـر دائما يبحث عن الفريق الذي يحمل قدرا من الخبرة الحقيقية التي تكفل له تحويل الفكـرة إلى شركة ناشئة قوية عندما يحصل على الاستثمار المطلوب،.. لأن الأشخاص ذوي الخبرة فقط يمكنهم تحويل الأفكار إلى واقع.

** إعلان **

7- خطة تسويقية غير واضحة

عناصر مهمة قبل اطلاق شركة – خطة تسويقية غير واضحة

لم يعد التسويق مقتصرا على وسائل التسويق الاعتيادية، وإنما يشمل منصات مختلفة يمكن من خلالها التسويق للمنتجات والترويج للعلامة التجارية بشكل أكبر من خلال وسائل الإعلام الجديد المتاحة حاليا ولم تكن متاحة في العقود السابقة.

وبالتالي، منهجيات التسويق الفيـروسي متاحة بشكل أكبر حاليا للوصول إلى شرائح الزبائن والمستهلكين بشكل أكثر سهولة من الماضي.

إذا لم يكن لديك خطة تسويق واضحة مُستقلة وشاملة، بدءا من استخدام التسويق الرقمي والتسويق التقليدي،

وآليات الدعاية والإعلان والبيع، وغيرها من وسائل التسويق المختلفة التي تضمن انتشار المنتج بأكبر شكل ممكن، فقم بتأجيل المشروع قليلا.

8- عدم الاستعداد النفسي للفشل

الدخول إلى عالم ريادة الأعمال يحتاج إلى وقت طويل، والخروج منه لا يستغرق سوى لحظات.

إذا لم يكن لديك القدرة على العمل طوال اليوم، وليس فقط العمل لمدة ثماني ساعات،.. وإذا لم يكن لديك القدرة أو الصبر على تقبّل الإخفاقات والمشاكل واتخاذ القرارات الصعبة والتعرض لنزيف من الخسائر،..

فضلا عن التنقل والحركة والسفـر وربما التخلي عن الأشياء التي كنت تعتبرها أساسية في نمط حياتك الترفيهية،.. فربما من الأفضـل بالنسبة لك تأجيل إطلاق المشروع إلى وقت آخر تكون فيه أكثر صبرا وقدرة على التحمل والمتابعة.

مراجع: 1، 2، 3

عناصر مهمة قبل اطلاق شركة –