تريد التغلب على الخوف والقلق؟.. استعمل خيالك

إعلان

 التغلب على الخوف والقلق

يقول نجيب محفوظ ” لا تخف.. الخوف لا يمنع من الموت و لكنه يمنع الحياة “.

الخوف ذلك الشعور الذي ينتابنا في لحظة نشعر فيها بوجود خطر يحدق بنا فتتسارع دقات القلب و تتعرق اليدان و تختلف ردود الفعل في تلك الوهلة الزمنية حتى نتعامل مع هذا التهديد.

إعلان

إحساس الخوف هو رد فعل طبيعي. فالمواد الكيميائية التي يفرزها الدماغ عند الشعور بالخوف هي ذاتها التي تتدخل عند الشعور بالحماسة أو في الحالات العاطفية الإيجابية. لكن عندما يزيد الخوف عن حده يصبح هلعا و قلقا نفسيا مرضيا يجب التحكم به. خاصة عندما يصبح الخوف عادة تلازمنا و تداهمنا حتى في غياب التهديد الحقيقي و هو ما يعرف بمتلازمة ما بعد الصدمة و ما نعاينه أيضا في حالات الفوبيا و القلق المزمن.

إذن كيف يمكننا التغلب عن هذا الشعور حتى لا يتحول إلى مشكلة نفسية من شأنها أن تترك أثرا فادحا في حياتنا؟

Embed from Getty Images

يقول نيلسن منديلا ” تعلمت أن الشجاعة ليست غياب الخوف ولكن القدرة على التغلب عليه ” هناك عدة تمارين تساعدنا على التغلب على مخاوفنا أبسطها التنفس بعمق الذي يساعد على التحرر و تخطي عقبة القلق. كما ينصح أيضا بممارسة الرياضة و اليوغا لمجابهة التوتر.

أما بالنسبة للعلاج النفسي فعادة ما تستعمل طريقة العلاج بالتعرض حيث يجب على المريض مواجه مخاوفه حتى يتغلب عليها و يكون ذلك في بيئة خاضعة للمراقبة. مثلا لعلاج متلازمة ما بعد الصدمة يمكن للجنود وضع سماعات للإنصات لأصوات إطلاق النار وغيرها من أجواء المعركة دون أن يكونوا في حرب حقيقية وطبعا مع إنعدام الخطر الحقيقي للمعركة و تنائجها. فيتعلم بذلك الفصل بين المحرك الأساسي للخوف و التهديد الناجم عنه الذي يغيب في هذه المحاكاة.

لكن توجد حالات كالإغتصاب مثلا لايمكن شفائها بتقنية إعادة التعرض خاصة من حيث صعوبة التطبيق. من أجل ذلك قرر الباحثون تجربة طرق جديدة أكثر نجاعة و منها الخيال أو الصورة الخيالية الموجهة.
ذكر أينشتاين أن الخيال أهم من المعرفة. فالمعرفة محدودة بما نعرفه الآن و ما نفهمه. بينما الخيال يحتوي العالم كله و كل ما سيتم معرفته أو فهمه إلى الأبد.

 

إعلان

اقرأ/ي أيضا: 7 طرق لتعلم الإسعافات الأولية العاطفية

– التغلب على الخوف والقلق –

 

فكيف يكون الخيال وسيلة لمواجهة الواقع و مخاوفه؟

استعمل خيالك – مصدر الصورة: makeameme.org

يخلق الدماغ نسخة ذهنية لكل ما يواجهه الإنسان من أحداث و يحتفظ بها في ذاكرته لتعود لظهور عند مواجهته لمواقف مماثلة. لذلك عندما يتخيل المريض أثناء العلاج وضعية مخيفة كان قد مر بها من قبل يشهد الدماغ تنشيطا لذاكرة ومنها ردة فعل حسية (إزدياد ضربات القلب و تعرق اليدين ..) مشابهة لتلك التي تنشأ عندما يكون مسبب الخطر أمامنا و نواجهه.

لذلك يمكننا الخيال من محاكاة واعية تحفز الشعور بالخوف لكن مع غياب التعرض الحقيقي للخطر و نتائجه. و من خلال تكرار عملية التعرض بواسطة التخيل أثبتت التجارب (تجربة أجريت على 66 مشارك قسموا على ثلاث فرق) أن الإستجابة العصبية المتعلقة بالخطر تنخفض مع كل محاولة.

لذلك أثبتت هذه الدراسات أن تكرار تخيل التهديد دون عواقب سلبية أكثر فاعلية عند علاج القلق و الفوبيا من تخيل شيء لطيف و إيجابي. إن إعادة تجربة الخوف الأصلي يمكن أن يكون أكثر فائدة من قمعه و علميا أضحى التخيل أنجع و سيلة لإعادة التعرض. والجدير بالذكر أن التخيل أيضا يستعمل كوسيلة لمداواة لعدة مشاكل نفسية أخرى كالكآبة عبر الزيادة في درجة الشعور بالسعادة و كذلك في علاج مشكلة إنعدام الثقة بالآخرين، فهي طريقة علاج سهلة و غير مكلفة.

أخيرا، يجب التحذير من تجربة العلاج بإعادة التعرض عبر التخيل دون توجيه من قبل مختص طبي محترف، وذلك لأن إستخدام التخيل قد يؤدي أحيانا إلى خلق ذكريات
زائفة و مشوهة خاصة في حالات العنف و الإستغلال الجنسي.

– التغلب على الخوف والقلق –

المصادر: 1، 2

[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: الحساسيّة الغذائيّة في تونس ومعاناة مرض السيلياك