النساء في السلطة ورهان تحقيق السلام العالمي: معادلة تطرح جدلا

إعلان

النساء في السلطة –

“لو اضطلعت النساء بالسلطة، لكان العالم أقل حروبا ولتمتع الأطفال بمزيد العناية و لتحسنت مقومات العيش بصفة عامة”

هذا ما صرح به رئيس الولايات المتحدة السابق “باراك أوباما” أثناء خطابه في إحد المنتديات. إذ من الواضح أن الرجال يواجهون صعوبات كبرى في تولي المناصب القيادية مؤخرا.

إعلان

من جهة أخرى، تتعالى الأصوات بين الحين و الآخر مطالبة بتمكين السيدات و تنصيبهن في المراكز القيادية، خاصة بين صفوف الحركات النسوية و في ظل موجة الوعي التي يشهدها عالمنا المعاصر إزاء قضية المساواة بين الجنسين. فهل تستوفي النساء فعلا كل الشروط التي تمكّنهن من تحقيق حلم السلم و الأمن الكونيين؟ وما رأي العلم فيما يتعلق بهذا الطرح؟

في دراسة نشرت بصحيفة واشنغتون بوست، يتأكد لنا أنا أوباما كان صائبا ومخطأ في آن واحد. فلئن ساهم حضور المرأة في البرلمان في تشريع قوانين أكثر سلمية و تعقلا، نجد أنه في المناصب التي تتقلد فيها النساء مناصب حساسة في الدولة -رئيس الوزراء، رئيس- هم أكثر عرضة للالتجاء الى العنف بوسائله كوسيلة دفاع و للإخضاع، لأن الصورة النمطية للمرأة في مختلف المجتمعات باعتبارها كائنا هشا محكوما بالعواطف و الضعف أمام المواقف الحاسمة تدفع النساء الى تجاوز هذه النظرة باتباع ممارسات أكثر عنفا.

الوزيرة الأولى البريطانية تيريزا ماي

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

إعلان

تعرف المرأة حتما أن المنصب القيادي يتطلب الكثير من القوة و الحزم، لكّن جنسها يفرض عليها أن تنتهج استراتيجية أكثر لينا و هكذا تجد نفسها أمام مأزق مزدوج، بين مطرقة النقاد الذين يدينون نعومة التعامل بوصفه خنوعا و عدم حنكة -خاصة لدى النسويات الذين يعتبرون هذا السلوك تكريسا لهامشية المرأة أمام استحواذ الرجال على المناصب- و سندان نعتهم بالإفراط في العدوانية عند اللجوء الى استخدام القوة العسكرية مثلا. و لعّل تيريزا ماي باعتبارها شخصية سياسية بارزة تقيم الدليل على هذا الحرج الاجتماعي. إذ أنّها لاقت موجة من الانتقادات العنيفة على إثر فشلها في تمرير البريكسيت ما أدى إلى خلق توتّر مع نوّاب البرلمان انتهى باستقالتها من منصبها.

تشير دراسة أنجزتها الباحثة “أبيجيل بوست” أن التهديدات التي تطلقها النساء من الأرجح أن تواجه بالمقاومة من الخصوم الدوليين أكثر بنسبة 17 بالمائة من نظرائهم الرجال. إذ أنّ النساء إذا قررن ألردّ المسلح على دولة ما، فذلك يرجع إما الى عدم الوصول الى اتفاق ديبلوماسي أو الى عدم قدرتهم على التغلب على المقاومة الأوليّة التي سيبادر بها خصومهم.

مسألة النساء و السلام إذن طرح لا يخلو من التناقضات، تأسس على محض دراسة سيكولوجية لغريزة الأم العطوف.  إلا أنّ هذا لا يقللّ من شأن النساء في المجال الديبلوماسي و العلاقات الدوليّة. إذ ينظر المجتمع إلى النساء باعتبارهن بارعات في الحديث و إيجاد تسويات للأمور، رغم أن الكثيرين لا يحبذون قائدا مستعدا لتقديم تنازلات بشأن القضايا التي تمسّ الأمن القومي.

نساء في السلطة

قد يكون الحلّ اذن في تكليف المزيد من النساء في المراكز القيادية، لكن هذا التحولّ يستدعي بدوره ثورة على الانحياز الجنساني المسيطر على المجتمعات الذكورية. لكن مع تبوء النساء للمزيد من المناصب في السلطة، هل تتغير تباعا لذلك نظرتنا طرق ممارسة السلطة مع ذلك ؟

 

المراجع: 1

النساء في السلطة –

[better-ads type=”banner” banner=”12727″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: ماذا تحتاج الدولة لبناء مجتمع سعيد؟ (فرضيًّا وعمليًّا)