الشباب و الهجرة…هل هي تذكرة العبور إلى النّعيم.. أم شرّ لابدّ منه؟

إعلان

الشباب و الهجرة – بين مساند و معارض… تبقى الهجرة ظاهرة اجتماعيّة لا يمكن تجاوزها دون الخوض في تفاصيلها و الوقوف على تداعياتها خاصّة في ظلّ النّمو الذّي تشهده من سنة إلى أخرى.

فإلى ما تعود أسباب إقبال الشّباب و الكفاءات خاصّة، على الهجرة ؟

رغم ما قد ينجرّ عن هذه الظاهرة من مخاطر و تضحيات، فإنّها تعتبر بالنّسبة للكثيرين الملاذ الوحيد للفرار من وضعيّة يراها البعض غير قابلة للتّغيير.

إعلان

و يعود هذا أساسا إلى الوضعيّة السّياسيّة الهشّة التّي أصبحت تفتقد إلى الإستقرار خاصّة منذ بداية الرّبيع العربي، ممّا من شأنه أن يؤثر على إختيار تونس كوجهة إستثماريّة من قبل المستثمرين و رجال الأعمال. و يرجع إقبال الشّباب على الهجرة، أيضا، إلى قلّة توفّر فرص التّشغيل مقارنة بعدد المعطّلين عن العمل سواءً من أصحاب الشّهائد العليا أو غيرهم… حيث بلغت نسبة البطالة في صفوف السّكان النّشيطين بتونس خلال النصف الأول من السّنة الحاليّة 15,4% و هي النّسبة ذاتها لنفس الفترة من سنة 2017 حسب آخر إحصائيات نشرها المعهد الوطني للإحصاء على موقعه الرّسميّ. إضافة إلى ذلك، فإنّ تدنّي مستوى الأجور و غلاء المعيشة مقارنة بالرّواتب المغرية في الخارج، و التّي تصل إلى أضعاف الأجور المتوفّرة في بلادنا، يعدّ من العوامل الأساسيّة التّي تقف وراء إنجذاب الشّباب و لجوءه إلى الهجرة حيث بلغ الحدّ الأدنى للأجور في تونس حسب الأمر الحكوميّ عدد 672 لسنة 2018 المؤرّخ في17 أوت لنفس السّنة، بلغ 123 دولار تقريبا بالنسبة لنظام 48 ساعة في الأسبوع و 105 دولارات تقريبا بالنسبة لنظام 40 ساعة في الأسبوع.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

إعلان

كما يعتبر جديرا بالذكر، أنّ للحكومات دورا أساسيا في تفاقم هذه الظاهرة حيث ثبت عجز الحكومات عن خلق أرضية ملائمة لعمل الكفاءات و إبداعها و هذا ما أكّدته الإحصائيّات حيث تحتلّ تونس المرتبة الثّانية عربيّا في هجرة الأدمغة و البحث العلمي. كما أكّدت منظمّة التّعاون و التّنمية الإقتصاديّة أن ّعدد المهاجرين قد بلغ منذ سنة 2011 ال95 ألف مهاجر من الكفاءات، 84% منهم نحو أروبّا و هم طلبة، مهندسون، أطبّاء و أكادميّون.

و يُفسّر هذا أيضا بقلّة حجم الدّعم المخصّص للإنفاق على البحث العلمي و التّشجيع عليه، إضافة إلى النّظام البنكي الذّي يعجّز نوعا ما الكفاءات الرّاغبة في فتح مشاريعها الخاصّة. كما نشير إلى دور الإعلام و خاصّة وسائل التّواصل الإجتماعي في إنفتاح المجتمع أكثر و رغبته في الوصول إلى درجة من الرّقيّ و التّرف في المعيشة ممّا يجعله غير قادر على القبول بوظائف و أجور لا تقدّر المستوى الحقيقي لهذه الكفاءات ممّا يجعلهم في المقابل غير قادرين حتّى على تلبية حاجياتهم الأساسية.

و بتعدّد الأسباب، تتعدّد إنعكاسات و نتائج الهجرة بين مخلّفات إقتصاديّة و أخرى ديموغرافيّة و إجتماعيّة. و يبقى السّؤال المطروح، كيف يمكن الحدّ من هذه الظّاهرة و ما هي الآليات التّي يجب إتّخاذها لإصلاح مخلّفاتها..

 

الشباب و الهجرة –

[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: تونس الثانية عربيّا في هجرة الأدمغة بـ94 ألف مهاجر في الـ6 سنوات الأخيرة