الرأسمالية و الاستهلاك.. ما يريد الزمن المعاصر إخبارك به

إعلان

الرأسمالية و الاستهلاك –

مرحبا بك عزيزي القارئ في رحلة سنأخذك فيها إلى أعماق رأسمالية متوحشة، إلى مجتمع منمط قد جرد و شيء ليصير اللاشيء في مهب الريح، هل تساءلت عزيزي القارئ عن ما تكون ؟ و هل طالما تجيب بـ” أنا صاحب تلك الشركة و تلك السيارة “..؟ إذا كانت إجابتك التالية فأني سأحاول جاهدة أن يكون نقدي حلوا لا لاذعا.. سأحاول أن لا أقسي عليك حتى ولو أخبرني ذهني بعكس ذلك.

لما كمية السخرية هذه التي أتوجه بها لقارئ لا أعرفه قط؟ إنني أسخر من التركيبة ككل، من رأسمالية جردتنا من إنسانيتنا و جعلت منا عبيدا للاستهلاك و الاقتناء و النرجسية المفرطة بل بتجاهل كينونتنا لإرضاء قوالب وضعها لنا المجتمع خصيصا.

إعلان

ما دخل الرأسمالية في كل هذا؟

الرأسمالية و الاستهلاك

الرأسمالية، أو دعه يعمل دعه يمر لأدم سميث، هو نظام إقتصادي بالأساس يقوم على سيادة الإنسان لذاته و إلغاء كل الحدود في وجه المبادلات الاقتصادية و لكن قد يقول أحدكم ما دخل الرأسمالية في تحقيق ماهية الإنسان؟

إعلان

هذه الرأسمالية ظاهريا هي دفع للانسان نحو الإبداع و الخلق، هي نظام يهدف للإصلاح و الانفتاح متبني لعولمة تبدو هي الأخيرة ظاهريا بريئة و لكن الرأسمالية هي شيطان رجيم و العولمة سيده، هو نظام يمحق الإنسان ليجعله منصاعا خاضعا لأوامره، هو نظام قائم بالأساس على رسالة الاستهلاك و الاستغلال، هو تيلرة و عدد ساعات مضنية تدفع عنا السعادة، هي قيم تترسخ في مجتمعاتنا فيصبح كلا الثراء و المهنة معاييرا للنجاح، كن طبيبا تكن محبوبا كن غنيا تكن محترما، تخل عن إنسانيتك تكن سيدا . هذه الرأسمالية صارت ثقافة متغلغلة في أعماق أوردتنا، صرنا عبيدا بل يسهل التحكم فينا فأحدث هاتف ذكي يهمنا أكثر من ملايين الأطفال الذين يعانون المجاعة، أكثر كتاب مباع يعتبر مهما و حاملا لرسائل نبيلة و أن كان كتاب طبخ و وصفات.

 

في القرن الواحد و العشرين، صار الاستهلاك أمرا قسريا لا يمكن التخلي عنه، نشتري ما نحتاجه و ما لا نحتاجه في معظم الوقت، نشتري لنلبي حاجيات شركات لا يهمها أمرنا، و كالقطيع يسيل لعابنا أمام الإعلانات الكاذبة الخادعة.

 

إنسان القرن الواحد و العشرين يعيش وهما و هذيانا كبيران، هو تائه و لكن الرأسمالية تؤكد على أن كوبا شاي يوميا قد يغيران حياته للأبد، أو كتاب اللعنة على الناس قد يساعده على التحسن أو شراء شقة جديدة أو أن يصبح مؤثر على الانستغرام قد يقلب حياته رأسا على عقب، هي

la tyrannie du bonheur au service du capitalisme بإمتياز.

 

الرأسمالية و الاستهلاك –

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: تعلم اللغات في الصغر كالنقش على الحجر