التحدث إلى النفس ليس دلالة على الجنون.. بل النجاح

إعلان

التحدث إلى النفس –

«هل أنت مجنون؟ لماذا تتحدث إلى نفسك بصوت مرتفع هكذا؟»، ربما مرت هذه العبارة الاستنكارية أمامنا أو حتى نكون نحن من أطلقها تجاه بعض الأشخاص. إذ يرى الكثير من الناس أن التحدث إلى النفس بصوت عالٍ ليس طريقة مقبولة اجتماعيًّا لمعالجة الأفكار، لكن هذه العادة التي يغفل أو يبتعد عنها الكثيرون لها الكثير من الفوائد المهمة، التي ربما تساعد بالفعل على تغيير حياتك.

سواء كنت تتحدث إلى نفسك أثناء مهمة شاقة تقوم بها، أو في محاولة تهدئة نفسك في موقف مقلق، فإن التكلم مع النفس هو أفضل أداة غير معترف بها في صندوق الأدوات العقلية لديك لتحفيزك أو جعلك تسترخي، أو حتى لملء وقت فراغك. هذه العادة البسيطة ربما تلاحظها في بعض الألعاب الرياضية عندما تجد لاعبًا ما يعاتب نفسه على ضياع فرصة لتسجيل هدف أو إحراز نقطة مهمة غير التحدث إلى نفسه بصوت عالٍ.

 

التحدث إلى النفس.. باطنيا و خارجيا

التحدث إلى النفس

على الرغم من أن المحادثات الانفرادية المسموعة قد تكون أول ما يتبادر إلى الذهن عندما تفكر في التحدث إلى النفس، فإن غالبية حديث الذات الذي نقوم به هو موجود في أذهاننا. يوافق معظم الباحثين على أن الحديث مع النفس يتكون من أفكار كاملة – وليست مكسورة أو غير مكتملة – تنتقل بصمت عبر عقولنا، أو نتحدث بها بصوت عالٍ إلى أنفسنا.

وفقًا لهذا التعريف، سيكون التكلم مع النفس هو المحادثة التي أجريتها مع نفسي حول ما يجب أن أتناوله على الغداء. ستجد البعض يتحدث لنفسه بهذه الطريقة «يبدو أن لدينا سلطة التونة هذه، وهي لذيذة حقًّا، لكن يمكنني استخدام بعض الألياف في طبق سلطة حقيقي. لكنني لا أمتلك شهية مفتوحة للسلطة المورقة الآن، ربما أحل هذه المعضلة عبر شريحة من اللحم وبعض الشوربة»، وهكذا.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

يبدو حديث النفس السابق هذا أنه فكرة متكاملة تدور في ذهن الإنسان، لكن الأفكار المجزأة الأخرى التي تمر في ذهن البعض مثل الإشارة السلبية إلى وجود بعض الطعام المتبقي من الأمس في الجزء الخلفي من الثلاجة، لن تكون مناسبة لأن نطلق عليها عادة التحدث إلى النفس. هذه مجرد أفكار عادية تأتي في أذهاننا.

في حين أن معظم حديثنا الذاتي، يحدث في رؤوسنا، فإن التحدث بصوت عالٍ أمر شائع جدًّا، أيضًا. تقول جودي فان رالتي، أستاذة علم النفس في كلية «سبرينجفيلد» التي تركز أبحاثها على التحدث عن النفس، إننا لا نعرف بالضبط عدد المرات التي يتحدث فيها الناس مع أنفسهم داخليًّا وخارجيًّا، لكنها أجرت دراسة مؤخرًا منحتها فكرة مبدئية لما يحدث في رؤوس الناس، أو على الأقل في أدمغة لاعبي الجولف.

 

لماذا يعد التحدث إلى النفس أول علامة لـ.. النجاح؟

في هذه الدراسة، زود الباحثون لاعبي جولف بأجهزة استشعارية التي تطلق صوت صافرة على فترات عشوائية تتراوح مدتها بين 25 و50 دقيقة، في حين كان لاعبي الغولف يتنافسون في البطولات، وكذلك عندما كانوا يمضون حياتهم اليومية. عندما تنطلق الصافرات من أجهزة الاستشعار هذه، يسجل لاعبو الغولف في دفتر صغير ما كانوا يتحدثون به داخليًّا إلى نفسهم، مثل تدريب أنفسهم على استراتيجية اللعبة أو القلق بشأن مهارات الخصم. ووجدت الدراسة أن الحديث الذاتي الداخلي كان شائعًا أكثر بست مرات من الحديث الذاتي اللفظي.

ووجد الباحثون أن بعض الناس يتحدثون مع أنفسهم أكثر من غيرهم. كما لاحظ الباحثون أنه لا يوجد تناسق بين البيئات التي يقوم الناس بالتحدث إلى النفس فيها. يمكن أن يتحدث بعض الناس مع أنفسهم عندما يلعبون الجولف، لكنهم لا يتحدثون كثيرًا في حياتهم اليومية، أو العكس بالعكس. كل هذا يعني أنه مهما تحدثت مع نفسك، سواء بصوت عالٍ أو داخليًّا، فهو أمر طبيعي ولا شيء يدعو للقلق، كما يعتقد بعض الناس خطأً.

 

التحدث إلى النفس –

[better-ads type=”banner” banner=”12727″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: هل تعلم أن هناك 5 مستويات للاستماع؟