الإيجابية السامة: الجانب المظلم من المشاعر الإيجابية

إعلان

الإيجابية السامة.. قد يبدو شيء غريبا!

كيف للإيجابية أن تكون سامة؟! و كيف يعقل أن يكون الشخص الإيجابي مصدرا للسلبية في آن واحد!

أينما وليَّت وجهك، تسمع أو ترى نفس الشعار؛ كن إيجابيا! أنظر إلى الجزء المليء من الكأس! لا تبالي بأحزانك و تجاهلها…

إعلان

و غيرها من الشعارات التي تضعنا و إن كان عن غير قصد، تحت ضغط ضرورة إخفاء مشاعرنا السلبية من حزن و قلق، غضب و ضياع!

 

ما هي الإيجابية السلبية ؟

ما هي الإيجابية السلبية ؟

هي دلالة لمفهوم البقاء إيجابيا و السماح للإيجابي فقط بالدخول إلى حياتك !

هي ضرورة أن لا تشعر بغير السعادة و النظر إلى الجانب المشرق فقط مهما كان ما يحصل معك، و التجاهل الكلي لما هو سلبي و خصوصا المشاعر السلبية.

شعارها: كن سعيدا دائما !

قد يبدو الأمر ممتعا، لكن أين تقبع المشكلة تحديدا؟

ينسى الكثير منا كوننا بشر و أنه في بعض الأحيان قد تكون الحياة صعبة، غير عادلة و متعبة، يقع ما لم يكن في الحسبان، و تحدث أشياء لا نتمنى حدوثها أبدا؛ فقدان وظيفة أو شخص عزيز، الخروج من علاقة دامت طويلا أو الإصابة بمرض ما.

في مواقف مماثلة يسارع من حولنا إلى إغداقنا بجمل من قبيل؛ لا بأس، دع حزنك خلفك، إنظر إلى الجانب المشرق من الموضوع… جمل برغم ما تحمله من إيجابية إلا أنها قد تكون حملا على الكثيرين! تذكرهم بسلبيتهم و تشعرهم بالخزي كونهم يشعرون عكس ذلك! جمل تأتي كتأكيد بأن بهم خطب ما.

في عالمنا الحالي حتى عند مصيبة الموت، تسمع من حولك يهمسون لك بأن تكف عن البكاء و أن تكون قويا.

و في محاولة لمواساتك في مصائبك، يدعوك الجميع إلى نسيان المشاعر السيئة و تعويضها بالبهجة للخروج من حالتك السلبية في أسرع وقت ممكن! لكن في الحقيقة ما نحتاجه حقا هو شخص يجيد الإستماع و يمنحنا المساحة الكافية للتعبير عن ما نشعر به حقيقة.

لا بأس من الشعور بالضعف أحيانا و إعطاء الفرصة لدموعنا لتسقط.

أن تكون الإيجابية نتيجة لما  تمر و  تشعر به أمر جميل و مبهج؛ لكن أن تكون مفروضة و قالبا نضع فيه أنفسنا بالضغط على كل شعور مخالف، يمكن أن ينقلب و يخلق وضعا كارثيا.

المشاعر السلبية التي نتجاهلها لا ترحل ببساطة، بل تبقى لتلِد تراكمات قد تدفعك بالنهاية إلى دوامة يصعب الخروج منها.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

كيف تدرك أنها إيجابية سلبية

إعلان

كيف تدرك أنها إيجابية سلبية

للإيجابية السلبية 3 علامات مميزة؛

  • البساطة

عندما يُختصر التفاعل مع مسألة مؤلمة في “كن إيجابيا”، “الكل سيمضي”، “الكثير يعاني لكنك أفضل حال من غيرك”… أغلق أذنيك و لا تستمع لما يقولونه!

 

  • لا مجال للمشاعر السلبية و الألم

ما قد يبدو مجرد دعوة للإيجابية، هو نفي لباقي المشاعر التي تعتري أي شخص من حزن و قلق و خوف! هاته المشاعر غير مسموح لها بالخروج و يجب كبتها و إخفاءها أو سيهجرك الجميع!

 

  • الجميع، لا شيء، كل شيء

و غيرها من العبارات التي تطلب منك أن ترضى بوضعك و لا تشتكي مادام غيرك أسوأ حالا منك.

 

الإيجابية السامة خادعة! تظهر في صورة لطيفة و كطريقة لتشجيع الغير و مواساتهم، لكنها مؤذية و تخلق شعورا بالذنب لكونك تشعر عكس المطلوب، و تجعلك تنعزل كون الجميع إيجابي و أنت الوحيد الذي يشعر بالحزن أو الضيق.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

إذا، كيف يكون الشكل المغاير ؟

التعاطف، التشجيع و إعطاء المساحة الكافية لعيش المشاعر السلبية و تقبّلها.

إنتبه لما تقوله لغيرك! و لنفسك أيضا!

إستعمل الكلمات المشجعة و التي تساعد الشخص على تجاوز المرحلة أكثر قوة، و التعبير عن مشاعره مهما كانت بدل إخفاءها.

الإفصاح عن ما نشعر به يخفف التوتر و يسمح للمشاعر الإيجابية بأخذ مكانها الطبيعي بدون أن نسقط في دوامة الإرهاق العاطفي.

إذا لا بأس أحيانا بأن نسدل راية البهجة و السرور و نسمح لأنفسنا و لغيرنا بعيش مشاعرنا كما هي.

 

[better-ads type=”banner” banner=”12727″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

الإيجابية السامة –
اقرأ/ي أيضا: هل الألم نعمة أم حياتنا ستكون سهلة بدونه؟