اكتئاب ما بعد الولادة أو ” بيبي بلوز “: الأعراض والعلاج

إعلان

بيبي بلوز اكتئاب ما بعد الولادة –

عزيزتي القارئة، هل سمعتِ من قبل عبارة “بيبي بلوز”؟ هل شاهدتِ من قبل إحدى صديقاتك تعاني من نوبات قلق و خوف بعد مدة قصيرة من والدة طفلها؟ هل تسائلت من قبل كيف تحولت لهفة الألم التي تنتظر طفلها بفارغ الصبر إلى حزن وهلع؟ إنه إكتئاب مابعد الوالدة!

سنحاول إذن عبر هذا المقال تحديد المفاهيم التي ترافق هذه الحالة النفسية و كيف يمكن التعامل معها نظرا إلى أن هذا الإكتئاب يطال الأمهات الجديدات و خاصة الشابات .

أولا، حسب الجامعة الملكية للأطباء النفسيين بإنقلترا: تصاب امرأة من بين كلّ عشرة نساء باالكتئاب بعد والدة الطفل. إن لم تتم معالجته، يمكن أن يدوم لعدة أشهر، أو أحيانا أطول من ذلك.

كما أن واحدة من بين كل سبع أمهات تعاني من نوبة الإكتئاب الأولى وفقًا لرابطة علم النفس الأمريكية. من ذلك يكون التطرق لهذا المشكل حاجة ملحة حتى ننشر الوعي في صفوف الشابات الحوامل الالتي قد يعجزن فيما بعد على تقبل حقيقة هذه الأمومة و ما سينجر عنه من معاناة نفسية لكلا الزوجين.

إذن ماهي أعراض إكتئاب ما بعد الوالدة؟ و كيف يمكن لألم تجاوز هذه األزمة النفسية ؟

يعتبر الشعور بعدم الأهلية و العجز و الوهن أهم مقدمات البيبي بلوز. تصطدم الأم بالواجب الذي يقع على عاتقها و تجد نفسها أمام مسؤولية الإعتناء بهذا الإنسان الصغير فيتملكها الإحساس بالرهبة و إنعدام القدرة على مجاراة الأحداث. كما أنها مع نهاية فترة الحمل التي دامت تسعة أشهر و إختفاء البطن المنتفخة ستشعر الألم بالفراغ و الحنين إلى مشاعر الإنتظار و الترقب و نظرا لإلضطراب الهرموني الذي يشهده جسد الألم مع الولادة و الرضاعة فهي تتعرض لفترة من الكآبة و التعب و الركود تبدأ عادة في اليوم الثالث أو الخامس بعد الوضع و هو ما يسمى بالبيبي بلوز أو الإكتئاب “البسيط” الملازم للولادة.

أما في حال تمادى هذا اللإرهاق النفسي أكثر من أسبوعين يتطور ” البيبي بلوز ” إلى حالة إكتئاب أعمق و أكثر خطورة تتطلب إستشارة معالج نفسي و دعم معنوي أثناء فترة العلاج. و في ذلك تقول الدكتورة بينيت المختصة في الصحة العقلية للأم أنه عند تواجد أعراض كفقدان الشهية و الأرق و إنعدام الطاقة و ضعف التركيز حتى منذ الأسبوع الأول للولادة يكون بذلك إكتئاب ما بعد الولادة قد بارح المرحلة الأولى متجها نحو التعقيد. ولذلك تم وضع إختبار إيدنبرج لكشف الحالات المتقدمة من إكتئاب بعد الولادة وهو عبارة عن مجموعة من األسئلة لتقييم الحالة النفسية للأم.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

إذن بعد كشف أعراض البيبي بلوز و إكتئاب ما بعد الولادة يجب الإجابة على سؤال مهم للغاية وهو كيف يمكن للأم مساعدة نفسها و القيام بالخطوات الأولى للخروج من دهاليز الضغط الهرموني ؟

أولا يدعو موقع هارفرد للصحة الأمهات حديثي الولادة إلى طلب العون و الدعم من الأصدقاء و الأقارب و تجنب الكتمان و الإنعزال لما لذلك من تأثير على صحتهم النفسية و تهديد للعلاقة الزوجية خاصة و أنه ثبت مؤخرا أن الأب يتعرض بدوره إلى أزمة ثقة في النفس تجعله يرزح تحت مشاعر مماثلة لإكتئاب ما بعد الوالدة. كما ينصح المختصون في علم النفس الأمهات بالتواصل مع الطبيعة كالذهاب في نزهة رفقة المولود الجديد مثلا. من جهة أخرى يعد الإستماع إلى الموسيقى و القراءة إلى جانب كتابة اليوميات أهم سبل العالج. في نفس الوقت على للأم أن تنعم بقسط هام من الراحة و النوم و تفادي التعب الجسدي و الحصول على التغذية المفيدة الغنية بالفيتامينات فمثلا، حسب مقال نشر في جريدة الشروق التونسية بتاريخ 2018/10/7 يساعد تناول الأوميغا 3 على الحفاظ على معنويات جيدة خلال فترة الحمل و حتى بعد الولادة وبالتالي تفادي ” قطوس النفاس ” (إكتئاب ما بعد الوالدة بالدارجة التونسية). أخيرا يفضل ترك اللجوء إلى مضادات الإكتئاب في المراحل المرضية الفعلية لكن يجب الإشارة إلى أهمية إستشارة مختص و طلب المساعدة الطبية لتسريع مجريات العلاج .

في الختام يمثل شعور الأم بواجب الحماية إتجاه صغيرها الذي لم يعد مخفيا في داخلها و أصبح الآن ملكا للجميع و إحساسها بالإغتراب لأنها لم تتعلم بعد قواعد هذه العلاقة أول محرك لإكتئاب ما بعد الولادة. لكن من المهم أن لا تشعر الأم بالذنب و تعتقد أنها أم سيئة غير جديرة بنعمة الإنجاب بل عليها أن تتقبل هذه المرحلة حتى تتمكن من تجاوزها في أقرب وقت ممكن.

 

 

بيبي بلوز اكتئاب ما بعد الولادة –

[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: الاكتئاب المبتسم.. فن اخفاء الحزن و الاكتئاب تحت قناع السعادة