أهمية اللغة العربية

إعلان

أهمية اللغة العربية –

لا يخفى على الجميع أن اللغة العربية شهدت تراجع كبيرا، بعد أوج من العطاء دام لقرون، تراجع معها مجد أمة يشهد التاريخ لها بالفتوحات والبطولات و الإكتشافات العلمية، الأدب الغزير والشعر والتراجم والدراسات والمخطوطات التاريخية والجغرافية.

تشهد لغتنا العربية شيئا من التهميش من حيث إدراجها في مناهج التعليم في مجتمعاتنا العربية فتأتي في مراتب ثانوية والحجج في ذلك أن اللغات الأجنبية تتماشى مع العولمة وأن هذه الأخيرة أساس من أساسيات التطور ولزام علينا العمل بنواميسها.

لا أحد ينكر دور هذه اللغات الرافدة في الرفع من قدرات وحظوظ الفرد أثناء إكتسابه لها، إذ تفتح أبوابا لدخول أسواق الشغل العالمية وإكتساب الخبرات المتاحة والتثقيف. لكن تفضيل لغة فرضتها قوى إستعمارية أثناء زحفها على إفريقية والجزيرة العربية يعد جورا على خصوصيات ما لنا من حضارة.  فلماذا لا نرد الإعتبار للغتنا كما فعلنا مع اللغات الأخرى؟ ولماذا لا ندرجها في خانة رفيعة ونُميّزها عن سائر اللغات ونخصها بقدر كاف من الإهتمام ونحببّ الأطفال والناشئة في أساليبها وقواعدها؟ ولِم يسود الفكر المعتبر بأن لغة القرآن معقدة، يستوعبها العقل البشري بالإعتماد على الشروح والتفاسير المتوفرة؟
فلا صعب إلا ما أوهمنا أنفسنا بصعوبته.

إذ تعد لغتنا في تعقيداتها الكثيرة وتعدد معاني الكلمة الواحدة منها في متناول العقول البشرية جمعاء ويبقى إكتساب اللغة بالممارسة والتعوّد على النطق والكتابة والإستماع على حدّ السواء.

اللغة العربية لغة حيّة تزخر بالمعاني الفريدة من تنميق وتوظيف للبديع والزخرف المعنوي الذي تجلى خاصة عند أبي تمام .ولا ننسى أبو المتنبي أعظم كوكب في سماء الشعر في زمانه والذي ملأ الدنيا بوصفه لبطولته وملاحمه مع الروم.

أبو تمام

للأدباء العرب أعمال نثرية رائعة في مقدمتها رسالة الغفران لأبي العلاء المعري.جاءت السيرة المفردة الزكية للرسول صلى الله عليه وسلم بلغة عربية دسمة فيها من أخلاقه وسماحتها الشيء الكثير.

ويعد الشامي أبو زرعة عبد الرحمان بن عمرو أول من ندب نفسه للكتابة فيها. وهي إبداع وتصوير إلهي لقرآن كريم منزل على الرسل والأنبياء. هذا ما خصّنا به الرحمان ونحن من نفرّط في جذورنا العريقة.

جاءت دواوين الشعر والروايات والقصص والأحجيات والرسائل والمقالات الفلسفية، المعلقات والحكم، نقلا لخبراتهم وتجاربهم الحياتية وإدراكهم للظواهر والوقائع التي ميزت عصرهم. زد على ذلك ما تركوا للعالمين من كتب في شأن اللغة والبلاغة وعلم الجدل وعلم آداب البحث والمناظرة وعلم الأصول وواضعه الإمام الشافعي، علم الكلام، و كتب تتناول تاريخ المدن وتاريخ الدول والتراجم المنقولة من اللاتينية إلى العربية. وتظل هذه المؤلفات الهامة شواهدا على ما كسى موروثنا الثقافي وشحنه إنتعاشا.

وعن عمر رضي الله عنه يقول حاثا للإقبال أفواجا أفواجا على تعلم اللغة العربية: “تعلموا اللغة العربية فإنها تثبت العقل وتزيد في المروءة“. يقول سبحانه وتعالى في سورة الزمر الآية الثامنة والعشرين: “*قرءانا عربياًّ غير ذي عوجٍ لعلهم يتّقون* “. وهي لدى الناطقين بها وعشّاقها في كل أصقاع العالم رجاءٌ.. لغة إذا وقعت على أسماعنا كانت لنا بردا على الأكباد، ستظل رابطة تؤلف بيننا، فهي الرجاء لناطق بالضاد”.

أما أنا فكتبت مفاخرة بها ما يلي :

تشبه في سموق معانيها عود ياسمين صغير
يهنأ في تربته ثديا ثم يرتفع ليبلغ شواهق النور،
هي حروف قدت من إحساس ولمعت من نور القلوب،
هي البهجة والبهرج في التخاطب والجمال في التعبير والشفاء في البوح بحرف واحد مضيء من حروفها،
لغة مزخرفة يصورها محبّ في أرّق ديباجة لحبيبته.حكايات نثرية وشعرية تنضج في عقول أدبائها وشعرائها وروادها،
وكفى بها رجاء لناطق بالضاد.

كما سبق وأشرت في بداية المقال إلى التهميش والإنبتات الذي طال لغة الضاد في زمننا هذا، فإني أعرج إلى ما لها من أهمية في صقل بنيان المعارف في هرم مبسط ومفهوم في عقول الأطفال مما يفتح أمامهم سبل التميّز فنخلق أجيال متشبعة وعيا وإنسانية، أجيالا محبة للكتاب، مواضبة على المطالعة.

أهمية اللغة العربية –

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: تعلم اللغات في الصغر كالنقش على الحجر