أسس الذكاء الإجتماعي: كيف تكون ناجحا اجتماعيا؟

إعلان

الذكاء الإجتماعي –

لو كان الإنسان يملك المقدرة على العيش وحيدا منعزلا لما كان السبيل الأوحد لولوجه إلى العالم هي الأسرة التي يستحيل تكوينها عبر عنصر واحد. فالإنسان منذ الأزل قادته شبكة العلاقات من الأسرة إلى العشيرة فالقبيلة فالشعب فالأمة و كل هذا بني على أسس التواصل و التفاعل بين البشر بعيدا عن كل أشكال الفردانية و العزلة والإنزواء.

إذن فيما تتمثل حاجة البشر إلى التواصل فيما بينهم؟ ما معنى الذكاء الإجتماعي؟ و ما هي أمثل السبل لحسن إدارة العلاقات؟

إعلان

حاجة البشر إلى التواصل

حاجة البشر إلى التواصل

من البديهي أن هذا السؤال مضحك نوعا ما، بل قد يكون غير قابل للطرح نسبيا، لأن الإجابة متجسّدة في كل معالم هذه المجرة.. حتى في أسطورة “ماوكلي” فتى الأدغال لم يتمكن البطل من العيش وحيدا و لجأ إلى جنس معيّن لكي يستشعر الأمن و الطمأنينة عبر إنتمائه إلى مجموعة ما، إذ أن شعور الطمأنينة هو الوحيد القادر على تمكين الفرد من حياة متوازنة و هذا الشعور لا يحققه سوى شعور آخر أهم ألا وهو الإنتماء.

يقول العلامة إبن خلدون : “الإنسان مدني بطبعه” و لم يقل هذه الحكمة من فراغ إنما بعد بحث و تدقيق و بعد إيمان بأن هذا الكائن العجيب المتقلّب لا يمكنه أن يعيش وحيدا منعزلا عن الجماعة فهو بحاجة إلى كتف يستند عليها مهما كابر و مهما إدعى بأنه في غنى عن الكل و الدليل على ذلك أن لا أحد قادر على أن يواري جثته الثرى دون مساعدة بني جنسه.

معنى الذكاء الإجتماعي

معنى الذكاء الإجتماعي

الذكاء الإجتماعي (social intelligence) وفقا لتعريف ادوارد ثورنديكي ” الذكاء الإجتماعي هو القدرة على الفهم و التعامل مع الرجال و النساء و الصبيان و الإناث و التصرف بحكمة في العلاقات الإنسانية” « The ability to understand and manage men, women, boys and girls, to act wisely in human relations » thordike, E.L (1920) Intelligence and its use. Harper’s Magazine و عبر هذا التعريف اختصر لنا عالم النفس الأمريكي إدوارد ثورنديكي معنى الذكاء الإجتماعي بكل وضوح إذ هو قدرة الإنسان على التفاعل و التواصل مع محيطه من البشر بعيدا عن شتى أشكال النزاع و الصراع و ذلك عبر الحكمة و الذكاء و حسن التسيير و التدبير.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

أسس حسن تسيير العلاقات

إعلان

هناك طرق عديدة لحسن إدارة العلاقات و سبل متنوعة لتطبيق الذكاء الإجتماعي و تعدّ جميعها بسيطة للغاية إذ هي ممارسات يومية يجب أن يتم تعويد النفس البشرية عليها إلى أن تصير عادة بديهية و بذلك يتمكن الإنسان من الحفاظ على علاقته مع محيطه.

أهم هذه المبادئ هي :

  • الإبتسام
الإبتسام

إذا كنت غير قادر على الإبتسام لا تفتح دكّانا و لا تقيم علاقة، لا وجود لطريق أقصر من الإبتسام لتحسين العلاقات و المحافظة عليها. فقد أثبتت دراسات نفسية عديدة أن الإبتسامة هي أكثر ما يرسخ في ذهن الشخص المقابل إثر اللقاء الأول و هي كذلك قادرة على ترك إنطباع جيد للغاية في نفوس المحيطين. بالتالي فأسنانك هي سبيل مميز لكسب القلوب.

  • العطاء دون إنتظار مقابل: لئن كان وجوب قيام العلاقات على مبدئ الأخذ و العطاء بديهيا فإنها ستكون أنجح دائما حينما تقوم على العطاء دون إنتظار ردّ الجميل. حينما يخفض الإنسان سقف توقعاته تكون علاقاته ناجحة لأنه سيقدّم كل شيء و هوعلى قناعة تامة بأن تلك وظيفته كإنسان حينها فقط لن يصاب بخيبات أمل و لن يدفع المحيطين به دفعا إلى الإهتمام به أو مبادلته ما هو بصدد تقديمه. أعط و لا تنتظر مقابلا حينها فقط سوف تكون سعيدا بكل ردود أفعال المحيطين بك مهما إختلفت.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

  • كلّ يعرف عيبه، ماذا عنك؟
الذكاء الإجتماعي – كلّ يعرف عيبه، ماذا عنك؟

لكي تكون ناجحا إجتماعيا يجب أن تقنع نفسك بأنك لست مسؤولا عن تحديد عيوب الآخرين. إعلم أن ذاك الفتى الذي يملك بثورا في وجهه يدرك جيدا أنها تردي شكله سيئا نوعا ما، تأكد أن تلك الفتاة التي تملك بعضا من الكيلوجرامات الإضافية لا تحتاج تعليقك الجارح ففكرة الوزن الزائد تخامرها دائما، زميلتك في الفصل التي أتت بحذاء ممزق كانت تعلم أنه ممزق و كانت تخفيه عن الناظرين و لم تكن في حاجة لإخبارها بذلك.. تعلّم أن لا تتكلّم حينما لن نغيّر كلماتك هذه شيئا، تعلّم أن تحبّ الآخرين كما تحبّ نفسك و بذلك لن تجرحهم عبر كلماتك. حينما يحمل نقدك إضافة أو يغيّر فكرة أو يساعدنا في التطوّر و لو خطوة قله و دافع عنه إلى آخر رمق أما إن كان نقدا لا لشيء فقط لغاية السفسطة فمن الأفضل أن تحتفظ به و أن تحاول التدقيق في نفسك علّك تجد فيها عيوبا أكثر و صدقني ستجد.

 

ختاما، إن الإنسان قادر على بناء علاقته بناء عصيّا على الانهيار عبر حسن تصرفه و عبر تقديره لظروف البشر من حوله و عبر إيمانه بواجبه نحو الآخرين كما هو قادر على هدم بناء العلاقات الإنسانية بسهولة تامة عبر الأنانية و تقديس المصالح الذاتية. فأي السبل أسلم حسب رأيك؟

 

الذكاء الإجتماعي –

[better-ads type=”banner” banner=”12727″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: لماذا المصابين بالأرق لا يستطيعون التخلص من ذكريات الماضي المحرجة؟