أحلامنا المسروقة – تدوينة بقلم: سعيدة محمد

إعلان

أحلامنا المسروقة –

بالأمس القريب، أبي و أمي فرحا بسماع خبر مجيئي للحياة. مدة تسعة أشهر و أمي تحملني في بطنها الصغير و كنت أتغذى من جسدها المنهك. في تلك المدة أمي لا تسطيع أن تنام جيدا و لا تسطيع أن تأكل جيدا و كانت تتحمل التعب كي لا اصاب بمكروه…

بعد تسعة أشهر أمي تدخل بيت العمليات في أي لحظة تخسر حياتها من أجلي. ساعات تشعر بألم الولادة، ألم يقال عليه أنه يعادل كسر 42 عظم وهو ثاني أشد ألم بعد الحرق حيا: ألم الولادة يعادل كسر 42 عظمه وهو ثاني أشد ألم بعد الحرق حيا اللهم اني أسألك الجنة لحبيبه أنجبتني و أب رعاني.

أما عن أبي فهو دائما يساعد أمي في رعايتي، يعود من الشغل متعبا و يساعد أمي في رعايتي. إنه لا ينام جيدا في الليل بسبب بكائي. أصبح طوال اليوم يفكر كيف يوفر لي أحسن الظروف لأدرس و انجح و أجد شغل…

كل مرحلة من مراحل نموي أبي و أمي يقدمان كل ما لديهما من أجلي… تعبا كثيرا من أجلي و قدما كل التضحيات لأكون سعيدا… كانا يحلمان بأن أكون “أنا” لكن في يوم من الأيام استقبلوني في صندوق… أبي و أمي أحبكما… أما عن “أنا” فمنذ قدومي للحياة و أنا أحلم بتحقيق أحلامي البسيطة و العظيمة. و أدعو الله في كل مرة أن يحقق أحلامي.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

أردت أن أعوض أمي و أبي ذلك الجهد و التعب… أردت أن أقول لهم شكرا أنظرا كيف أحقق أحلامي بسبب حبكم و رعايتكم… لكني عدت إليهم في صندوق… أبي أمي آسف لم استطع أن أكمل حياتي معاكما… أحبكما كثيرا… أما عن صديقي فقد ذبح في الجبل و قتل في الحافلات و أكل السمك لحمه و غرق في الواد… أما عنهم فهناك من سرق و نهب، وهناك من تكاسل عن أداء عمله و هناك من قهر الأحلام و العباد…

أغتالوا أحلامهم البريئة البسيطة ليعيشوا هم و تستقبلهم عائلاتهم في صندوق و يودعونهم بوضهم في القبر… كان الله في عونهم …

هل أصبح الوطن مجرد رقعة يحمل أحلام و ثراء و أحلام الفاسدين و يدفن أرواح أطفال و أحلام شباب و قهر عائلات و حب جنود و الأمنيون لوطنهم… لما أنا و هو من ندفع الثمن ؟ لماذا لا نستطيع أن نفرح ؟؟ لماذا لا يساعدوننا في تحقيق أحلامنا ؟ لماذا نحن من يموت ؟

رائحة الموت أنتشرت في كل مكان، أصبحنا لا نجد قيمة هذه الروح في هذا الوطن . كل يوم مصيبة أصبح الكل يشعر بالخوف… ليس خوفا من الموت بل خوفا لا نستطيع تفسيره… هل قدرنا أن نعيش خائفين… في النهاية رحمة الله عليهم جميعا.

ضحايا 2019 في تونس

 

أحلامنا المسروقة –

[better-ads type=”banner” banner=”12727″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: اليمن إلى أين – تدوينة بقلم: سعيدة الجلاصي