ما هي صعوبات التعلم أو “Learning disabilities” ؟ أسبابها و علاجها؟

إعلان

صعوبات التعلم –

بداية ظهور مفهوم صعوبات التعلم في العالم : تجدر الإشارة إلى أن أول من لفت الأنظار والأسماع والأذهان إلى هذا المصطلح الحديث هو صاموئيل كيرك (Samuel kirk) عام 1963 حيث بين أن هناك فئة من الأطفال يصعب عليهم إكتساب مهارات اللغة والتعلم بأساليب التدريس المعتادة مع أنهم يكونون في كامل سلامتهم العقلية ولا يعانون من أي إعاقات سمعية أو بصرية تحول بينهم وبين إكتساب اللغة والتعلم وتتمظهر هذه الصعوبات عادة في عدم مقدرة الطفل أو الشخص على الإستماع والتفكير والكلام ، القراءة ، الكتابة ، التهجئة أو حل المسائل الرياضية بمرونة وديناميكية ..

1- تعريف صعوبات التعلم

هو خلل وظيفي يصيب الجهاز العصبي المركزي .يكمن الخلل في أداء الوظيفة على أكمل وجه في حين تكون التركيبة العصبية سليمة تماما ،هذا الخلل يؤدي إلى إضطراب في العمليات النفسية التالية:

  • الٱنتباه
  • الإدراك
  • الذاكرة
  • التفكير
  • اللغة الشفهية

هذا الإضطراب يؤثر بدوره على العمليات الأكاديمية الحركية التالية:

  • القراءة
  • التهجئة
  • الحساب
  • الكتابة
  • التعبير الكتابي.

إن صعوبات التعلم ناتجة بالأساس عن عوامل جينية أو عصبية ، تحدث تغير بنسق عمل الدماغ بصورة طبيعية وتعطل السير الطبيعي للوظائف العقلية المرتبطة بالتعلم .إن هذه العوامل من شأنها التداخّل والتصادم مع المهارات التعليمية المكتسبة الأخرى شأن القراءة والكتابة والحساب ،كما يمكنها التداخل مع مهارات عالية كالتخطيط وتنظيم الوقت،التفكير المجرد ،التركيز..

من المهم جدا الوعي بما يمكن أن تتسبب به صعوبات التعلم في الحياة الأكاديمية والعملية من تدهور علائقي داخل الوسط العائلي وحتى مع الأصدقاء وفي الوسط العملي.

في سياق متصل أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن من أسباب تكون صعوبات التعلم وجود عيوب في نمو المخ وذلك خلال مراحل نمو الجنين إذ يحصل أن تتضرر الخلايا العصبية أثناء تكونها وإتصال بعضها ببعض ،نضيف إلى ذلك حصول بعض المشاكل أثناء فترتي الحمل والولادة (الولادة المبكرة ) مثلا في بعض الحالات يتفاعل الجهاز المناعي للأم مع الجنين على أنه جسم غريب فيهاجمه مما يسبب له إخلالات وعيوب على مستوى الجهاز العصبي، وفي حالات أخرى يلتوي الحبل السري حول نفسه أثناء وضع المولود مما يؤدي إلى نقص في الأكسجين الضروري لعمل المخ وبالتالي يسبب عجزاً عصبيا ملحوظا وصعوبات في التعلم ، كما أن التدخين وإستهلاك الخمور وبعض الأدوية المضرة والعقاقير في هذه الفترة الحساسة ينتج عنه صعوبات في التعلم لدى الولدان.

بالإضافة التهديدات البيئية والتلوث وذلك لأن لها تأثيرات خطرة على نمو الخلايا العصبية للطفل ،على سبيل الذكر لا الحصر مادة الرصاص الملوثة للبيئة والتي تسبب مثل هذه الصعوبات.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

2- أنواع صعوبات التعلم

أنواع صعوبات التعلم

تقسم صعوبات التعلم لنوعين رئيسيين هما على التوالي:

  • صعوبات تعلم نمائية

يولد بها الطفل وبسبب الإهمال عادة ما يتم إكتشافها بصورة متأخرة بعد أن تتحول إلى صعوبات أكاديمية يصعب فيما بعد التعامل والتأقلم معها. تندرج ضمنها صعوبات الإنتباه،الذاكرة ،الإدراك ،اللغة الشفهية والتفكير..

  • صعوبات التعلم الأكاديمية

وهي التي يتم إكتشافها في المدرسة وتكون من مخلفات الصعوبات النمائية التي لم يتم إكتشافها بصفة مبكرة وعلاجها والحد من تفاقمها وتطورها لتتجلى على مستويات أكاديمية ، وتندرج صلبها صعوبات القراءة والكتابة والحساب والتعبير الكتابي والتهجئة.

ونذكر على وجه الدقة “الديسلكسيا” و تظهر قدرات منخفضة على إكتساب مهارات القراءة والفهم مما يسبب لدى التلميذ نفور وتهرب من القراءة من أجل إخفاء هذا العجز الحاصل .هذا العسر في مستوى الفهم يتمثل في عدم قدرة الطفل على فهم معاني الكلمات والجمل.

  • “الديسجرافيا”

وتظهر صعوبات كبيرة إبان كتابة الأحرف والجمل.

  • صعوبات في الحساب “ديسكالكيولا”

ومصطلح يوضح التأثير الحاصل على القدرة على إكتساب المهارات الحسابية.

  • صعوبة الحركة”ديسبراكسيا “

وتبين مشاكل في الإتزان والتوافق بين أداء اليدين ومستوى النظر وعدم التمكن من تنسيق الحركات البسيطة مثل الكتابة أو الحركات الأكثر تعقيدا مثل الجري والقفز .

 

3- خصائص الأساليب العلاجية ذوي صعوبات التعلم

  • خصائص لغوية

قد يعاني ذوي صعوبات التعلم من صعوبات في اللغة الإستقبالية أي اللغة الموجهة من الطرف المواجه والمتكلم واللغة التعبيرية كما يمكن أن يكون كلام الشخص الذي يعاني من هذه الصعوبات كلاما مطولا ويحوم حول نفس الفكرة أو يكون غير قادر على نقل خبرات حسّية بالإضافة إلى عدم وضوح بعض الكلام والتعثر في النطق ،التكرار لبعض أصوات الحروف زد على ذلك إمكانية فقدان القدرة المكتسبة على الكلام بسبب إصابة الدماغ.

  • الخصائص الإجتماعية والسلوكية

يظهر على الأطفال ذوي صعوبات التعلم العديد من المشكلات الإجتماعية والسلوكية التي تحددهم وتميزهم عن أقرانهم ،لعل أهم هذه المشكلات

– النشاط الحركي المفرطADHD

– الإنسحاب الإجتماعي

– إضطرابات في الإنتباه والتركيز ADD

– إساءة فهم التعليمات اللفظية

– التكرار غير المناسب لسلوك ما

– إندفاع

– تقلب عاطفي

– صعوبة في تأجيل الإكتفاء (الرغبات)

[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

  • الخصائص الحركية

يظهر لدى أطفال صعوبات التعلم مشكلات في الجانب الحركي لعل أبرزها مشكلات التوازن العام وتتمظهر في المشي والرمي والإمساك والقفز أو تجارب مشية التوازن ،أما المشكلات الصغيرة فتتمظهر في نشاطات تربوية معينة كالرسم والتلوين والكتابة وإستخدام المقص كما يجد صعوبة في إستعمال أدوات الطعام (الملعقة ،الشوكة ،السكين)

  • الخصائص المعرفية

وتتمثل في إنخفاض التحصيل في أهم المهارات الأكاديمية الأساسية وهي كما ذكرنا سالفا القراءة إذ نجده يكرر الكلمات ولا يعرف إلى أين وصل ،يخلط بين الكلمات والأحرف المتشابهة ،يستخدم أصابعه لتتبع المادة التي يقرؤها ،لا يقرأ بطلاقة.

أما في الحساب فنجده يواجه صعوبة في المطابقة بين الأرقام والرموز ،من الصعب عليه إدراك المفاهيم الحسابية، لا يتذكر القواعد الحسابية.أما على مستوى التهجئة فنجد الطفل من ذوي صعوبات التعلم يستخدم الأحرف في الكلمة بطريقة غير صحيحة ،يصعب عليه ربط الأصوات بالأحرف المناسبة،ثم نجده يعكس الأحرف والكلمات. في حين نجده على مستوى الكتابة بطيء في إتمام العملية الكتابية، كما يصعب عليه نقل ما يريد كتابته على السبورة.

أهم المؤشرات الدالة على وجود صعوبات التعلم لدى طفل ما :

قبل أربع سنوات يواجه الصغير عسرا في نطق الكلمات، مشكلات في تعلم الحروف والأرقام والألوان والأشكال وأيام الأسبوع، صعوبة في فهم الإتجاهات ومتابعتها، صعوبة في الإمساك بالقلم والطباشير والمقص، صعوبة في التعامل مع الأزرار وربط الحذاء ..

من سن أربع إلى تسعة سنوات يخطئ الطفل بإستمرار في التهجئة والقراءة،يجد صعوبة في تعلم المفاهيم الأساسية في الحساب كالجمع والطرح و صعوبة في قراءة الوقت ويكون بطيئا من ناحية القابلية لتعلم المهارات الجديدة ..

من 9إلى 15سنة: صعوبة في قراءة النصوص وإجراء العمليات الحسابية،تجنب القراءة والكتابة ،ضعف في الترتيب والتنظيم ،رداءة الخط..

 

4- الأساليب العلاجية

الأساليب العلاجية

إن صعوبات التعلم بالنسبة للطفل يمكن تصنيفها من ضمن التحديات الحياتية التي تستوجب تعاملا رشيدا واعيا مسؤولا معها للتحكم في الإنفلاتات والأزمات المعرفية التي تواجه الطفل في مشواره الدراسي، مع ذلك لا يجب أن نحمل في أذهاننا تصورات سلبية تعجيزية، تشاؤمية محبطة بشأن هذا الصنف من الإضطرابات إذ يمكن التخفيف من الآثار المحتملة لصعوبات التعلم من خلال تفعيل وتطبيق بعض التوجيهات كالتشخيص والتدخل المبكر للعلاج من قبل الأطباء والأخصائيين النفسانيين و من مسؤولية الآباء أيضا المشاركة والتنسيق مع الأطراف التربوية في بناء برنامج علاجي متكامل وناجع ثم لاحقاً الإلتزام و التخطيط ووضع برامج تربوية فردية لمراعاة إحتياجات كل طفل و تركيز غرفة المصادر الخاصة source room وتتضمن ثلاث طرق لتدريس القراءة وهي طريقة تعدد الوسائط أو الحواس VAKT وطريقة فرنالد Fernald Method ثم طريقة أورتون جلنجهام Orton Gillingham.

يتم في غرفة المصادر تقديم خدمات التربية الخاصة و تطبيق برامج القراءة العلاجية ثم الإهتمام بمهارات الإستعداد للكتابة.

لمزيد التعرف على إضطرابات صعوبات التعلم نقترح عليكم هذا الفيلم المنجز سنة 2007 و الذي يدوم ساعتين وخمس وأربعين دقيقة و المعنون باللغة الهندية ب Taare Zameen Par وباللغة الإنجليزية Like Stars On Earth.

 

المراجع: 1، 2

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: كائنات موجودة من قبل البشر.. ما هي الفيروسات؟