لماذا يمكن لـ”تشتت الانتباه” أن يجعلك أكثر إبداعًا؟

إعلان

إعلان

تشتت الانتباه يجعلك أكثر إبداعًا –

يعتبر معظم الناس أن الابداع الحقيقي لا يتأتى إلا بالتركيز الشديد على المهمة التي بين أيدينا وعدم الالتفات إلى ما عداها، لأن مشتتات الانتباه، على اختلاف أنواعها، ستحول بينك وبين تحقيق هدفك.

وذكر غراهام بيل ذات مرة لأوريسون سويت ماردين، مؤلف كتاب “كيف صعدوا سلم النجاح” الذي نشر في مطلع القرن العشرين”:”ركز كل تفكيرك في العمل الذي تعكف على تنفيذه، فإن أشعة الشمس لا تحرق إلا إذا تجمعت في بؤرة واحدة“.

وحتى وقت قريب كانت الدراسات التي أجريت في مجال علم النفس تتفق مع رأي غراهام بيل، إذ أوضحت أننا نكون أكثر كفاءة في تنفيذ جميع المهام، ولا سيما التي تتطلب دقة وعناية، طالما استطعنا السيطرة على انتباهنا والتركيز على المهمة التي نحن بصدد تنفيذها.

إلا أن دراستين جديدتين لافتتين استطاعت أن تدحض هذا الرأي على الأقل فيما يتعلق بالمهام الإبداعية المرتبطة بعاطفة الانسان. إذ خلصت الدراستان إلى أن التركيز الشديد على مهمة بعينها قد يؤثر سلبا على طاقتك الإبداعية، وربما يعزز الالتفات إلى مثيرات أخرى من فرصك في ابتكار حلول جديدة لمشاكلك.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

وتشير هاتان الدراستان إلى أن بعض الأفكار تعلق في ذهننا وتشغلنا عما سواها، وهذا يعني أن الأفكار الأولى التي تطرأ على بالنا تستحوذ على عقولنا لفترة طويلة وقد تمنعنا من ابتكار حلول خلاقة. وهذه الظاهرة تعرف باسم “ثبات الانتباه” التي تؤثر على العمليات المعرفية.

ولعلنا قد كُلفنا جميعا في الاجتماعات بممارسة التفكير الجماعي أو العصف الذهني للخروج بحلول مبتكرة، ولكن هذه الجلسات لا تثمر في الغالب الكثير من الحلول الخلاقة.

تجربة القيام بمهام متعددة في آن واحد

تجربة القيام بمهام متعددة في آن واحد

أجرى جاكسون لو وفريق بكلية إدارة الأعمال بجامعة كولومبيا دراسة للكشف عن مزايا القيام بمهام متعددة في آن واحد، واستعانوا فيها باختبار معملي شائع لقياس القدرة على الإبداع.

وطُلب من المشاركين التفكير في أكبر عدد ممكن من الاستخدامات لبعض الأشياء المعروفة، كالوعاء العميق، أو السلطانية، في وقت محدد. واقترح أحدهم، على سبيل المثال، أن يستخدمها كغطاء للرأس للوقاية من المطر.

ثم طُلب من المشاركين في المرة الثانية التفكير في استخدامات بديلة للطوب وأعواد تنظيف الأسنان، ولكن هذه المرة كانوا يفكرون في مجموعات، إذ تُركز إحدى المجموعات انتباهها على أعواد تنظيف الأسنان بعد الانتهاء من إيجاد استخدامات للطوب، بينما تفكر المجموعة الأخرى في أغراض الإثنين بالتناوب.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

وخلص الفريق إلى نتائج ربما تتعارض مع فكرة الاستغراق في التفكير في مهمة واحدة، وكتبوا في نهاية البحث: “في الواقع، لولا التوقف من آن لأخر لتحويل الانتباه من مهمة إلى أخرى، لكانوا أحرزوا تقدما محدودا”.

وبقياس عدد الأفكار التي تفتقت عنها أذهان المشاركين في المجموعتين ومدى ابتكاريتها، بحسب تقدير حكام مستقلين، كان أداء مجموعة المشاركين الذين نفذوا مهاما متعددة في آن واحد أفضل من أداء المجموعة الأخرى.

التفكير وسط مجموعة و تأثيرها

التفكير وسط مجموعة و تأثيرها

إن فكرة شخص واحد كفيلة بتشتيت ذهن المجموعة بأكلمها وقد تشغلهم عن أفكار سائر أفراد المجموعة، ناهيك عن أن كل فرد ينصب تركيزه على نفس الفكرة ويكررها طيلة الاجتماع. والنتيجة أن الأفكار التي تخرج بها المجموعة في جلسات التفكير الجماعي تكون في الغالب أقل من الأفكار التي يتفتق عنها ذهن الفرد عندما يفكر بمفرده.

ويبدو أن مزايا تحويل الانتباه بين مهام متعددة تزداد، كلما طالت مدة جلسة العصف الذهني التي يطرح من خلالها الطلاب حلولا إبداعية.

يقول “أوت نا سيو”، من جامعة التربية بهونغ كونغ: “في جلسات التفكير الجماعي، تستمع عادة إلى أفكار نمطية، وقد تركز عليها وتنشغل بها عما عداها. ولكن تحويل الانتباه من مشكلة لأخرى قد يساعدك في نسيان هذه الأفكار النمطية، فعندما تعود إلى المشكلة الأولى، قد تتمكن من الخروج بأفكار مبتكرة”.

المرجع

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

اقرأ/ي أيضا: 4 حيل تكسبك الجاذبية و التأثير
تشتت الانتباه يجعلك أكثر إبداعًا –