كيف يمكن للألعاب أن تساعد التلاميذ أو الطلاب على مواجهة ضعف التركيز

إعلان

دور الألعب في مواجهة ضعف التركيز –

يتمتع الجيل الحالي من الشباب بتركيز أقل من الأسماك: أقل من ثماني ثوانٍ في المتوسط​​، في حين أن الأسماك الصغيرة يمكنها التركيز لمدة تسع ثوان. و يرجع هذا الانخفاض في التركيز إلى الاستخدام المكثف للتكنولوجيات.

وجدت إحدى الدراسات أن اعتماد الناس على التحفيز الرقمي قد أصبح مرتفعا لدرجة أن 67 ٪ من الرجال و 25 ٪ من النساء يفضلون التعرض لصعقة كهربائية على عدم القيام بأي شيء لمدة 15 دقيقة.

وينطبق الشيء نفسه على الأطفال إذ يعيشون في عالم محفز للغاية ويواجهون صعوبة في الجلوس في درس مدته 40 دقيقة أو التركيز على مهمة واحدة. العديد من المدارس والجامعات تتحول الآن إلى التكنولوجيا والذي قد يؤدي إلى تدهور التركيز أيضا. لكن في نفس الوقت، توجد مؤسسات و جامعات تسعى إلى إيجاد طرق لتحسين من نسبة التركيز لدى طلابها. من بين هذه الطرق التي يستكشفونها هي الـ “Gamification” أي دمج الألعاب ومبادئها في التعلم.

إذ اظهرت أبحاث أن للـ “Gamification” دور كبير في تقوية التركيز و تحفيزه.

عالم الألعاب يتغيّر

مصدر الصورة: bonpourlatete.com

أصبحت الألعاب، بصفة عامة و ألعاب الفيديو بصفة خاصة، صناعة ضخمة وأصبح لها الآن قيمة أكبر من صناعة الأفلام. وجدت دراسة حديثة أن المراهقين يقضون معدل 9 ساعات في اليوم على أجهزتهم الالكترونية (الهواتف الذكيّة، الحواسيب،إلخ..)،من بينهم 4 ساعات يوميا في ممارسة الألعاب.

لكن المدارس بدأت تدرك أن مجرد وضع الأجهزة في أيدي الطلاب لن يعيد تركيزهم في الدرس. إذ يحتاج الأطفال، التلاميذ أو حتى الطلاب إلى طرق تدريس جديدة تتماشى مع هذه الأجهزة الجديدة. و لتحقيق هذه الغاية، التجأت بعض المؤسسات التعليمية إلى الـ “Gamification”.

تتضمن الـ “Gamification” عادة عناصر من نوع اللعبة مثل المتصدرين والمستويات والشارات. يتم دعم هذه السيناريوهات وتقديمها بجمالية إبداعية وجذابة. التصنيف يعطي المشاركين مراتب، بينما تمنح المستويات بشكل عام اللاعب مزايا إضافية. الشارات أيضا هي رموز النجاح.

بمعنى ما، هذه هي الطريقة التي يعمل بها التعليم دائمًا. تعد الاختبارات الفردية تحديات، يتم اجتيازها بعدد من السنوات – أو المستويات. ثم يحصل الطلاب على شهادة أو شارة. لكن التأهل إلى المستويات المتقدمة من التعليم ليست كالألعاب لأنه لا يحاكي بشكل كاف المبادئ الأساسية للعبة مصممة جيدًا: أهداف محددة بوضوح، آلية تسجيل شفافة، ردود فعل متكررة، اختيار شخصي للنهج والتدريب المستمر.

 الـ “Gamification” للفصول الدراسية

دور الألعب في مواجهة ضعف التركيز

تشير بعض الأبحاث إلى أنه في حالة تطبيق الـ “Gamification” بشكل صحيح، ستساهم في تحسين التركيز، وتحسين فهم المحتوى، وتشجيع المشاركة وتحسين الأداء المدرسي في نهاية المطاف.

و كتجربة، قرر بعض الباحثين دمج الألعاب في دورة السنة الرابعة في إحدى جامعات جنوب إفريقيا. تقليديا، يتم تقديم الدورة للطلاب من خلال منصات التواصل الاجتماعي. هذه المرة، قام الباحثون بقديم دروس مجال الأعمال في شكل سيناريو فيلم حيث يمثلو طلاب كمهنيين محترفين يتنافسون على مناصب إدارية في شركة كبيرة. خلال الدورة،  تم اعتماد جماليات الشركة وأسلوب التواصل والتعليقات.

[better-ads type=”banner” banner=”4017″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

مصدر الصورة: theconversation.com

و كانت النتائج رائعة إذ عملوا بجد لمحاولة إتقان المحتوى أثناء التفاعل مع أقرانهم. وتمت مكافأة الطلاب على تحقيق أهدافهم التعليمية، وإظهار التقدم الأكاديمي، والتعاون في الأنشطة، والتواصل الاجتماعي مع أقرانهم. كما تلقوا شارات ونقاط، مما أتاح لهم التمتع بمزايا ملموسة: الملاحظات والامتيازات مثل اختيار فريق المشروع الخاص بهم، وحتى خطابات التوصية.

مصدر الصورة: theconversation.com

افساد اللعبة

كانت هناك تحديات يجب التغلب عليها، إذ كان على الطلاب أن يستثمروا وقتًا في الدورة أكثر من المعتاد. وذلك لتقدم و مواكبة أقرانهم. أولئك الذين لم يتمكنوا من المتابعة سقطوا خارج اللعبة، مما جعل إعادة مشاركتهم أكثر صعوبة. كما خرج بعض الطلاب من الأول لأنهم لم تروق لهم.

يجب على المدرسين أيضًا قضاء الكثير من الوقت في إدارة اللعبة، ناهيك عن متطلبات الدورة التقليدية. يتطلب الـ “Gamification” في الفصول الدراسية استثمارًا كبيرًا للوقت وللمال أيضا.

وجد الباحثون أيضًا أن هناك حاجة للموازنة بين المنافسة و مفهوم الـ “Gamification” و تشجيع الدورات القائمة على الألعاب ودعم تطوير قدرات الطلاب على التواصل الاجتماعي. يتطلب هذا اهتمامًا خاصًا من المعلمين الذين يتعيّن عليهم ضمان مكافأة المهام التعاونية والمهارات الاجتماعية مثل التعاطف والاحترام المتبادل في اللعبة.

الارتقاء

على الرغم من التحديات، يشير البحث إلى أن تقنيات الألعاب يمكن أن توفر طرقًا قيمة لتحفيز تعلم الطلاب.

هناك العديد من الأدوات المجانية لمساعدة المعلمين على تطبيق الـ “Gamification” في الفصل. على سبيل المثال، يسمح Kahoot! للمعلمين بتنظيم الاختبارات التي يشارك فيها الطلاب بأجهزتهم الخاصة و ليصدر التطبيق في الأخير لائحة المتصدرين التي يستطيع الفصل بأكمله رؤيتها.

تسمح المنصات المفتوحة مثل Credly للمعلمين بإصدار شارات لطلابهم، بينما تسمح المنصات مثل Classcraft للمعلمين باستخدام سيناريوهات لعب الأدوار في فصولهم الدراسية.

 

[better-ads type=”banner” banner=”3941″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

دور الألعب في مواجهة ضعف التركيز –

اقرأ/ي أيضا: كل ما تود معرفته عن ” المدارس الصيفية – Summer Schools ” و أين يمكن إيجاد هذه الفرص و التقديم فيها