إعلان
إعلان
حيرة نادل –
“أستئذنك للذهاب إلى الحمام”..
وقفت حاملة حقيبتها الصغيرة.. تسارعت خطواتها نحو البهو الخلفي و تسارعت معها دقات قلبه..
وقف غير مكترث للعواقب.. حمل علبة السيجارة و توجّه نحو الباب الرئيسي للمطعم، لعلّ كبريائه هو الذي دفعه، أو إنه إحساس يمزج بين الرهبة و الشجاعة.. رهبة و إرتباك اللحظة دفعته للهروب، في الآن ذاته، تطلّب فعله شجاعة مواجهة عواقب هروبه الإنفعالي..تجرّع مرارة السيجارة و نفخ زفيرا يشابه زفير الموت، لعلها آخر ردهات العلاقة..هو مدرك لذلك قطعا، إمتطى سيارته دون أن يلقي نظرة أخيرة..
إعلان
إعلان
إعلان
خرجت الأسيرة..أسيرة حبه السراب..خرجت تمسح آخر دمعة..هي من كانت تظن أنها الأخيرة..قبل أن تدرك غيابه، هي من إعتادت غيابه و عذابه.. تسرع إلى الشارع لعلّها تخطف آخر صورة منه تهديها لقلب مكسور في حيرة.. يعيش على ذكريات قصيرة و أخرى مريرة.. تلوّح بيدها إلى أول سيارة أجرى.. تمتطيها و غزارة الدموع تملئ أجمل لؤلؤتين في الكون، عينى امرأة.. أما هو فبقي محتارا في أمره..تجاوزته سرعة الأحداث و قسوة المشهد فلم يطلب من كليهما سداد ثمن العشاء..
حيرة نادل..
إعلان