النّظرة للحياة من وجهة أنثى حسّاسة وواعية – تدوينة بقلم : ملكة بن مراد

إعلان

النّظرة للحياة من وجهة أنثى –
عندما تواجهكم الحياة بما لا تُحبون،بما لا يليقُوا بكم ،عندما تتواجدوا في مواقف و أحداث سيّئة و مع أشخاص أسوأ؛تذكّروا دائما و ردّدوا بداخلكم أنّ ما يحدث ليس أنتم ليست حقيقتكم! حقيقتكم ما تشعروه عن أنفسكم،ما جعلكم اللّه تُبصروه عن عمقكم في رحلتكم،ما تميل لهُ رُوحكم و ما يتمنّاه قلبكم.
و إعلموا أنّ كلّ هذا ليس إلّا تحدّيات و إمتحانات و لا شيء يستحقّ أن تفضّلوه على أنفسكم و سلامكم الدّاخلي، لأنّ كلّ شُعور سلبي تُجاه كلّ ما هو غير مرغوب فيه حولنا مجرّد وهم!! نعم وهم، هذه المشاعر تجاه الأشخاص اللّتي لا تستحقّ، من خوف و تفكير و تحليل لأفعالهم و أقوالهم و عمق كلّها وهم ! لأنّ الأغلبيّة تضرّك سوى بقصد أو عن غير قصد، فهم عن عدم وعي يعني حسب تركيبتهم النّفسيّة المضطربة: من عُقدهم، أمراضهم، ضغوطاتهم، تجاربهم الفاشلة اللّتي عَلِقوا فيها و لم يجمعوا منها سوى أحاسيس و صفات سلبيّة عِوض أن يستخلصُوا الحكمة…

 

[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

إذن إن كنت مميّز و تشعر!و هذه صفة نادرة! وواعي أي حتّى إن كُنت أعمى البصر فأنتَ تُبصر بروحك و قلبك ليكون سليما تفكير العقل؛ فكلّ ما تحسه سلبيّا تجاه هذه الأشخاص وهم! لأنّك تشعر فيمن لا يعلم معنى الشّعور أصلا! فيمن ليس في قيمتك و ميزتك أصلا؛ فهم حتّى ليسوا بإدراك بما خلّفوه من أضرار فيك!! لأنهم هم هكذا بكُلّ ما أنت تراه بسيط أو مشمئزّ، هم يعيشون، يتعايشون و يتحاورون؛ فكلّ ما لهم منّا التّجاوز و التّجاهل و بوعي تامّ منّا لأنّه الفرق شاسع بين أن تتجاوز و تتجاهل عن وعي؛ أو عدم وعي يعني تحت سيطرة حالة الأنا” المتكوّنة كردّة فعل خاطئة على أفعالهم و أقوالهم الخاطئة؛حينها تظنّ أنّك تجاوزت و لكن روحك مكبّلة بسمومهم، وتوجد مشاعر سلبيّة تجاههم من لوم و حزن و حقد…
لكن عن وعي هنا تكمن قيمتك و قوّتك و إنتصارك العظيم على هذه الأناَ “السامّة اللّتي لا تُمثّلك وهذه العادات في التجاوب الشّعوري و الفكري الخاطئة؛ و نعم أعظم إنتصارات الحياة؛لأنّه أصعب طريق هو مواجهة النفس هذه الرّوح اللّتي يمكث فيها ما يتجاوز عمق الكون ووسعه؛ أن تواجهها تُشفيها، تكتشفها ، تتحمّل آلامها المردومة منذ سنين بجوفها بدل أن تكون ضعيفا و تعيش الحياة هاربا منها و تظلّ محبوسا في نفس الدّائرة تواجه في نفس الآلام لأنّك لم تتشافى بعد منها؛ تتقبّل عقليّة الضحيّة المتوارثة بدون وعي؛ و خاصّة فكرة ضحيّة الأشخاص الأقرب إليك مثال الأهل، فأيّ ألم منهم كان عن عدم وعي شعوري و فكري حسب دمغجة متوارثة حتّى في الجينات نشأوا فيها و لم يكونوا واعين بضررها في حال كانوا أمّ أو أب و خاصّة لطفل حسّاس…

 

بالوصول إلى غاية هذه الدّرجة من الوعي ستمرّ بالكثير و الكثير والكثير، حينها تتعلّم كما حدّدت في الأوّل أن تتجاوز و تتجاهل عن وعي؛ يعني و أنت شافي من كلّ هذه الآلام، و متصالح مع نفسك و طفلك الدّاخلي في حالة مررت بالكثير منذ الصّغر، و لكي تتشافى يجب أن تسامح من أساء قريبا أو بعيدا، و التسامح عن وعي يختلف أيضا، لأنّه يُرشده حبّك لنفسك و تقديرها،يعني نسامح و لكن بوضع مسافات صحيّة مع هذه الأشخاص أصحاب الطّاقات السلبيّة السامّة اللّتي لم تعُد تتوافق معك، أي التجاوز بكلّ حبّ وسلام لكن عن بُعد و دون أي تعلّق نفسي و فكري مضطربان يجعلونك تشعر أنّه يجب أن ترضيهم أو تُبرّر أو تفسّر لهم، أو الحاجة أن تنال رضائهم أو تفهّمهم لأنّه أنت مختلف عنهم أصلا! كل تركيبتك النفسيّة الحسيّة و الفكريّة غيرهم،فهم مقابل كلّ إنشغالك و تفكيرك بهم و هذا خطأك أنتَ لأنّه يجب إدارة ميزة أنّك بعمق شعوري و بوعي، فلا تترك كلّ عابر أو قريب يستنزفُك! فبفهمك كلّ هذا لا تشعر بأيّ شعور سلبيّ تُجاههم، فقط غير موجودين! و حقيقة غير موجودين في مدار وعيك و طاقتك العالية؛ و لا هم على شعور بك أو تفكير فيك إذن فعلا الأمر لا يستحقّ هذا الكمّ من الدّراما !لأنّه فعلا لا يوجد شيء يستحق!! هم يُخطئون عن جهل تامّ بالمشاعر،و أنت تسمح بالضّرر لنفسك عن جهل لإدارة و حماية هدية اللّه لك و ميزتك و هي عمق مشاعرك.

ستتعلم أن تختار أن تكون بجوار من يليق بك و من يكون معه كل شيء بالمِثل و متبادل، لأنّه ببساطة هذه الأشخاص ليست ناسك! و الأمر لا يستحقّ سوى التجاهل و بضحك على كلّ الدّراما الخاطئة اللّتي ضررنا نفسنا بها! حتى نحزن عليهم و لكن فقط نتمنّى لهم الشّفاء عن بُعدلأنّه نفسهم وحياتهم مسؤوليّتهم في إصلاحهما في طريق رحلتهم، مثلما فعلنا نحن، ما بيدنا و مسؤوليّتنا و ما سنحاسب عليه هو نفسنا؛و لكي تفهموا معنى حبّ النفس الصحيح، لتتعلّم أن تحميها و تقدّرها ،و لا تمسح لنفسك تحميلها أعباء المشاعر المرضيّة لغيرك؛ و أن تكون مؤمنا و قويا كفاية لتعيش دون أن تكون ضحيتهم بإحدى الطرق: أن تكون مثلهم و أنت أفضل! أو أن تعيش بهواجس هموم و ٱلام و أحزان بسببهم…
أهمّ سرّ أن تثبِتوا، كل هذا للعبور إلى ما تستحقّه.لا تستسلموا ،بل إعرفوا قيمتكم، جاهدوا للحفاظ عليها،إجتهدوا وإرضوا لتنضجوا و تمرّوا للدرس الجديد؛ و سلّموا للّه لتسلَموا…

 

[better-ads type=”banner” banner=”3938″ campaign=”none” count=”2″ columns=”1″ orderby=”rand” order=”ASC” align=”center” show-caption=”1″][/better-ads]

النّظرة للحياة من وجهة أنثى –
اقرأ/ي أيضا:  مابين سطحية القطيع و عمق الفكر و الأحاسيس – تدوينة بقلم: ملكة بن مراد