إعلان

الأيديولوجيا و المجتمع – تدوينة بقلم: سعيدة محمد

إعلان

الأيديولوجيا –

مؤخرا أصبحت كلمة “أيديولوجيا” رائجة في الوسطين الإعلامي و السياسي العربي. كلمة تطرق إليها الإعلاميون و السياسيون لما تحمله من معان و في بعض الأحيان تهم. قبل أن نناقش فكرة الأيديولوحيا علينا أولا أن نفهم المعنى و السياق التاريخي لظهور هذه الكلمة.

أول من قام بتعريف الأيديولوجيا هو “ديسوت دوتراسي” في كتابه حول ملكية التفكير : تتكون الكلمة من جزأين “idea”و “logos” و تعني علم أو دراسة . و بتركيب الكلمتين يصبح المعنى “علم الأفكار”.

 

و قد حافظت كلمة أيديولوجيا لمدة من الزمن على المفهوم الذي وضعه دوتراسي. وبقيام الثورة الفرنسية و نضجها ظهرت أفكارا تتبنى المادية لتعرف بذلك مفهوما جديدا. في هذة الفترة كانوا الأيديولوجيون يمثلون جمعية فلسفية تعتمد أفكارها على المناهج العلمية و إستبعاد الميتافيزيقا. هذه الأفكار كانت تعارض أحلام نابيليون، لهذا السبب كان هذا الأخير يتهمهم بالأيديولوجيا و من هنا أخذ مفهوم الأيديولوجيا منحدرا آخرا. كانت الأيديولوجيا عبر التاريخ موضوعا للتحاليل و النقاش، لهذا فقد تناول العديد من الفلاسفة البحث في أوجهها المختلفة، حيث وصفها ماركس بأنها إطار تحاول فيه الطبقة البرجوازية إستغلال الطبقة العاملة للحفاظ على مصالحها و ترسيخ الرأس المالية.

إعلان

أما نيتشه يرى أن الأدولوجة هي إطار وضعه الإنسان الضعيف حيث أنسأ الأخلاق ليعرقل مصالح الإنسان القوي و بالتالي الأدولجة هي حقد و غل المستضعفين للأقوياء. أما فرويد إنطلق من التحاليل النفسية للأفراد و المجتمعات و إستنتج أن الأفكار تحجب الوجه الحقيقي للغريزة و النفس البشرية الباطنية التي تحبذ أن تحقق الرغبة الشخصية.

إعلان

إعلان

هذه المفاهيم تبرز لنا الصراعات التي يشهدها العالم من عدة جهات مختلفة مثل العولمة التي تمثل الوجه المباشر لتبرير الربح الإقتصادي و المصلحة السياسية في عدة مجتمعات. أما الوجه الغير المباشر للصراع نجد صدام الحظارات خصوصا بين العالم المسيحي و العالم الإسلامي لنسنتج أن الإيديولوجيا عنصرا اساسيافي تركيبة المجتمعات.

و يبرز ذلك في هيكلة الأحزاب و الجماعات ، فما يميز كل حزب سياسي عن حزب أخر هو الأيديولوجيا التي يتبناها : فمثلا هناك أحزاب يسارية، أحزاب إشتراكية و أحزاب ليبيرالية … و حسب الإيديولوجيا تظهر المشاريع، البرامج و الأجندات … هذه الأفكار تتطور عبر الزمان، إذ أنها ليست ثابتة و يمكن أن تتغير سواءا بالنسبة للفردا او الجماعات ومن هنا يطرح سؤال : هل الإيديولوجيا اليوم ضرورية و هل يمكن الإستغناء عنها ؟

الإيديولوجيا موجودة في كل فرد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لأنها تبين المعتقدات المعلنة و الباطنية تجاه القضايا في المجتمع الداخلي و العالم. و من ابرز الأيديولوجيات التي ظهرت في العالم: نذكر تطور الفكر الإشتراكي و الرأسمالي الذي أدى إلى صراع “الحرب الباردة” بين الإتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة الأمريكية. بعد إنتهاء هذه الحرب و تطور التكنولوجيا أخذت الأيديولوجيا شكلا آخرا و تمركزت على شكلا موحدا و خو “العولمة” إثر إنتهاء القيود الدولية على تبادل المعلومات.

 

إعلان

Content Protection by DMCA.com